قبرص: تاريخ غني وثقافة نابضة بالحياة بين البحر المتوسط وجبالها الخضراء

التعليقات · 2 مشاهدات

تقع جمهورية قبرص في شرق البحر الأبيض المتوسط، وهي جزيرة جميلة تتميز بتاريخ ثري وتراث ثقافي متنوع يعكس مزيجاً فريداً من العصور اليونانية الرومانية البي

تقع جمهورية قبرص في شرق البحر الأبيض المتوسط، وهي جزيرة جميلة تتميز بتاريخ ثري وتراث ثقافي متنوع يعكس مزيجاً فريداً من العصور اليونانية الرومانية البيزنطية والفارسية والعربية والمسيحية والإسلامية. تشتهر الجزيرة بجبالها الخضراء وواحاتها الخصبة ومناظرها الطبيعية الخلابة التي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. تعدّ مدينة نيقوسيا عاصمة البلاد وأكبر مدنها، بينما تضم ليماسول, لارنكا, بافوس وباما الغربية أهم المدن الأخرى.

تاريخياً، كانت قبرص مركزاً هاماً للتبادل التجاري بين الشرق والغرب منذ القدم. وقد سيطر عليها العديد من الحضارات عبر التاريخ بما فيها الفرس والرومان والبيزنطيين والأتراك والفرنسيين حتى استقلالها عام 1960 كجمهورية مستقلة داخل المملكة المتحدة. يظهر هذا الانصهار الثقافي بشكل واضح في معابد وآثار الفترة القديمة المنتشرة حول الجزيرة مثل آثار بوليس وهيبروس وكيرانيا التي تعود لأكثر من ثلاثة آلاف سنة مضت. كما يمكن رؤية تأثيرات المسيحيّة والإسلام في الفنون التقليدية والمعمار المحلي.

يغطي الاقتصاد القبرصي قطاعات متعددة بما فيها السياحة والصناعة والزراعة والتكنولوجيا المالية. تتمتع البلاد بنظام مصرفي مزدهر واستقرار اقتصادي نسبياً مقارنة بدول المنطقة الأخرى. رغم الصعوبات المالية التي واجهتها خلال الأعوام الأخيرة بسبب الأزمة الأوروبية، إلا أنها تمكنت من تحقيق انتعاش اقتصادي ملحوظ مؤخراً، مما عزز مكانتها كمكان مناسب للاستثمار الأجنبي والسياحة العالمية.

تتميز الحياة الاجتماعية في قبرص بتنوع كبير حيث يشكل السكان الأصليون حوالي 77% منهم يونانيون قبارصة أما الباقي فهو أتراك قبارصة الذين يقيمون أساسا في منطقة شمال الجزيرة والتي تُعتبر ذات وضع خاص تحت الاحتلال التركي منذ العام ١٩٧٤ بعد هجوم تركي واسع النطاق أدى لتجزئة الجزيرة بشكل غير رسمي إلى قسمين شمالي جنوبي كلٌ له حكومته الخاصة. بالإضافة لذلك يوجد أيضاً أقلية صغيرة من الأجانب المقيمين هناك ممن اختاروا جعل هذه الجنة الصغيرة موطن لهم والاستمتاع بكل ما توفره لهم من جمال طبيعي وحسن الضيافة والحفاوة الشعبية الفريدة.

في المجال التعليمي والثقافي، تعتبر الجامعات الحكومية والمؤسسات البحثية محورا رئيسيا للتنمية الأكاديمية والمعرفية في الدولة؛ إذ تساهم بكفاءاتها العلمية وتفاعلاتها المجتمعية الفعالة بصورة مباشرة وغير مباشرة في بناء مجتمع معرفي ومتطور علمياً. كذلك فإن الدعم الرسمي للمهرجانات الأدبية والفنية والمشاركة الواسعة لها دور بارز أيضا في تنشيط المشهد الثقافي والقائي عليه دفع عجلة الإبداع نحو الامام مجسدا بذلك روح التعايش والتسامح الإنساني بين مختلف الطوائف والجنسيات الموجودة ضمن الحدود السياسية لقبرص العزيزة تلك الأرض المترامية الأطراف وسط أمواج بحر الشمال الأفريقية الهادر الغاضب سلميتا ودافئا…

التعليقات