مدينة صنعاء، العاصمة التاريخية لليمن، هي إحدى أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم، حيث يرجع تاريخ تأسيسها إلى القرن الخامس قبل الميلاد حسب الدراسات الأثرية. تتواجد هذه المدينة الجميلة فوق سلسلة جبلية شاهقة تُعرف بسلسة السروات، إذ يصل ارتفاعها بحوالي ٢٣٠٠ متر فوق سطح البحر. جغرافياً، تحتل موقعاً استراتيجياً يتقاطع فيه خطي عرض ١١.٥° شمال خط الاستواء، وخطي طول ٤٢.٨° شرق جرينتش.
تمتزج طبيعة تضاريس صنعاء بين سهول خصبة وغنية بالموارد المائية، وأودية خضراء تنتشر عبر اتجاه جنوب المدينة، وسلاسل جبلاً شاهقة تحدّها من كل جانب بما فيها جبال نقم وعيبان الشهيرة. المناخ هنا معتدل نسبيًا صيفًا بدرجة محددة تقريبًا تسجل ١٢ درجة مئوية أثناء النهار وقد تنخفض ليلاً لتلامس معدلات باردة قريبة من الصفر خاصة خلال أشهر الشتاء.
إن للتاريخ دور كبير في تسميتها حيث تشير عدة رواياتٍ شعبيةٍ أنها تحمل اسم أحد أبناء النبي نوح عليه السلام وهو سام بن نوح. إلا أنه استنادًا للبحث الأكاديمي المثبت فإن الاسم مستمد مباشرة من المصطلح العربي القديم 'صنعو' والذي يعني حصناً أو مُحصّنة بالمعنى الأصلي لكلمة سبئيّة تدعى "مصنعة".
أما الحديث حول التوسعات العمرانية الحديثة لهذه المدينة العريقة فقد تأثرت تأثيراً مباشراً بظروف اقتصادها المعيشية وظروف السكان ذوي المستويات المختلفة للإمكانيات المالية. فعلى سبيل المثال يتميز الجانب الشرقي أكثر من غيره بتزايد نسب النمو المديني بسبب توافر فرص العمل والموقع القريب من مركز السلطة الحكومي مما جعل المنطقة مكان جذب للسكان المنتمين لفئات دخل أعلى مقابل ميل الأفراد الفقراء للسكن peripheral المناطق النائية نظرًا لانخفاض الأسعار هناك سواء لشراء العقارات أم دفع إيجارات شهرية مخفضة قياسًا بالنسب المركزيه المقابل لها بالقرب من قلب المدينة القديمة. ومع ذلك تبقى العاصمة بصنعاء رمزًا حيًّا للمزيج الثقافي والتاريخي الغني للشعب اليمني بكل تفرده واستقلاليته وسط تلك التفاصيل الاجتماعية والثقافية الملونة للحياة اليومية داخل حدود مساحاتها الواسعة المترامية الأطراف!