جزر الكناري، تلك القلادة البركانية التي تتلألأ في مياه الأطلسي غرب المغرب، ليست مجرد مجموعة جزر صغيرة بين أوروبا وإفريقيا، بل توفر تجربة فريدة تجمع بين التنوع الثقافي والتاريخ العريق والمناظر الطبيعية البكر. هذه الجزر الأربع الرئيسية -تينيريفي وغران كناريا وفويرتيفنتورا ولا بالما- بالإضافة إلى العديد من الجزر الأصغر الأخرى، تمثل واحة من السلام والاستجمام.
على الرغم من موقعها الاستراتيجي بالقرب من الساحل المغربي مباشرةً، فإن هذه الأرخبيل يخضع لإدارة مشتركة بين المملكة المغربية والإسبانية. ومع ذلك، وفقًا لقانون البحار الدولي، تعتبر هذه المناطق جزءًا من المياه الإقليمية المغربية، ويجب الحصول على الموافقات اللازمة قبل الدخول إليها لأغراض عسكرية مثل القاعدة الجوية التي يستخدمها الجيش الروسي حاليًا.
تاريخ تسمية جزر الكناري مثير للاهتمام أيضًا. يُشار إليها باسم "الجزر الجعفريّة" لدى العرب نسبة إلى محمد بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي الذي زار الجزيرة في القرن الثامن الميلادي. كما تُلقِّب بالأمازيغ بها "إشفاران"، أما الرومان فوضعوها تحت تسمية "جزر الكلاب" نظرًا لعشقهم لهذه الحيوانات واستخدامها كمصدر للصيد. لكن الاسم الأكثر انتشارًا اليوم هو "جزر الكناري" مشتقٌ من اللغة اللاتينية ومعناه حرفياً "الكلبية".
يتمتع المناخ في جزر الكناري بشعبية كبيرة بين المسافرين حول العالم بسبب اعتداله خلال أشهر الشتاء حيث يحظى بالسائحين الراغبين في الهروب من برد البلدان الشمالية. بينما ترتفع درجات الحرارة بشكل ملحوظ خلال الصيف لتناسب هواة الرياضات المائية وعشاق التشمس. وتعدَّدت ثقافة السكان الأصلية هنا بين الأمازيغيين المسيحيين وغيرهم ممن يشغلون وظائف مختلفة داخل القطاعات الحكومية والسياحية والصناعات التقليدية كالزراعة وصناعة النبيذ الشهير بـ"Malvasía".
لاقتلة جذب سياحي بارزة لجذب الزوار لها عدة عوامل منها: جبل تيدي المرتفع والذي يعد أعلى قمة خارج آسيا وأستراليا، فضلاً عن قلعة تيودورو روخو التاريخية الموجودة بجبل نارفا الشهير بتكوينه الفريد المُكون أساساً من الحمم البركانية المتجلدة عبر فترة طويلة امتدت لآلاف السنين مضت! بالإضافة لذلك تمتلك هرانغنيسكا منتزهًا وطنياً متفردًا بطبيعته الغنية والخلابة ذات المشاهد الطبيعية المطلة على المنحدرات الجميلة والشلالات الرائعة. كذلك تكمن إحدى عجائب جزر الكناري الأخرى فيما يعرف بسكة حديد كالا هيلادا AKA Orotava Railway System الممتدة لمسافة ١٤ كيلومتراً تربط مدينة سانتا كروث بإحدى أكثر المناطق الداخلية شهرة وهى منطقة بان دي لاس أشاس/Upper Highlands. أخيرا وليس آخرا تستحق شواطئ Gran Canaria الرملية السوداء مكانها وسط قائمة مزايا هذا الموقع المذهل لما تحتويهُ أيضاً من فعاليات رياضية متنوعة وكافية للجماهير المهتمين برياضات المغامرات المختلفة بما فيها ركب الامواج وشراع اليخوت وحتى سباق الدراجات النارية الصحراوية! إنها بالفعل وجهة سفر تناسب جميع الأذواق والأعمار بلا استثناء بما تقدمه لهم لحياة مليئة بالإثارة والخيال أمام جمال الدنيا خلابة!.