يقع قصر شبرا البديع ضمن حدود مدينة الطائف الجميلة الواقعة غرب المملكة العربية السعودية، محاطاً بسحر الطبيعة الأخاذ وحكايات الماضي العريق. يعود تاريخ بناء هذا القصر المهيب إلى العام ١٩٠٤ ميلادياً، عندما أمر الأمير علي عبد الله بن عون باشا بتشييده ليُصبح شاهداً على براعة الهندسة المعمارية المُتزنة بين عناصر التصميم الروماني والإسلامي التقليدي. استغرقت عملية بناء القصر نحو عامين كامليْن، مما أدى إلى ظهور مبنى مجيد شاهده العالم ويتكون من خمسة طوابق تضم أكثر من ١٥٠ غرفة متنوعة الاستخدامات.
يتميز الدخول الرئيسي لقصر شبرا بفخره البرّاق، إذ تتزين أبوابه الخارجية بغلاف خشبي فاخر يحكي قصة زمان مضى. أما سلّم القصر الشهير "السلملاك"، المصنوع بكل اقتدار من رخام أبيض صافٍ، فهو عمل فني حقيقي يستحق التأمل والتفرج. يوفر موقع القصر المركزي وسط الحديقة الشاسعة تجربة فريدة تنضح بروعة الحدائق التاريخية والمعالم الثقافية المحلية.
تعددت وظائف قصر شبرا عبر القرون؛ فقد كان مسكناً للملك المؤسس عبد العزيز آل سعود أثناء مرحلة نشوء الدولة السعودية الحديثة وحتى رحيله عام ١٣٧٣ هجرياً. ثم تحول فيما بعد ليكون مكتبه الخاص لفترة طويلة نسبياً. وفي ظل حكم الملك فهد -رحمه الله- تغير وجهته مرة أخرى ليصبح متحفاً وطنياً رائداً لتاريخ البلاد وثراثها الغني. اليوم، يعد متحف قصر شبرا واحداً من أشهر المقاصد السياحية المؤرخة والتي تستقطب ملايين الزوار سنوياً ممن يرغبون باستكشاف كنوزه الثمينة مثل الأواني المنزلية النفيسة والمصنوعات اليدوية المتفردة وغيرها من الآثار الهامة المرتبطة بتاريخ الجزيرة العربية القديم.