تقع محافظة القليوبية شمال شرق القاهرة، وهي واحدة من محافظات مصر الـ27 الأكثر تنوعاً وجاذبية ثقافياً. تمتد هذه المحافظة بين دلتا النيل وأراضي الفيوم الصحراوية، مما يجعلها تتمتع بجغرافية فريدة ومتعددة الأوجه. اسم "القليوبية" نفسه مشتق من مدينة قلوبوشة القديمة التي كانت مركزاً رئيسياً خلال العصر الفرعوني.
مع مرور الوقت، شهدت المنطقة تطوراً كبيراً تحت الحكم الروماني والإسلامي والعربي حتى يومنا هذا. تعتبر القليوبية موطن العديد من المعالم التاريخية مثل قلعة الجبل وميدان الملك فاروق ومسجد الصالح طلائع. بالإضافة إلى ذلك، تضم المحافظة مجموعة متنوعة من المساجد والكنائس التي تعكس التعدد الديني والثقافي الغني للمكان.
من الناحية الاقتصادية، تعد الزراعة والصناعة والتجارة الأعمدة الرئيسية للاقتصاد المحلي. تشتهر القليوبية بتقديم محاصيل مهمة مثل القمح والأرز والبصل والخضروات المختلفة. كما أنها موقع لصناعة الملابس والنسيج والتي توفر فرص عمل كبيرة للسكان المحليين.
وفيما يتعلق بالثقافة، فإن محافظة القليوبية حاضنة للفنون والحرف التقليدية. فإلى جانب الفن التشكيلي الشعبي، يتميز سكان المنطقة بإتقان الحرف اليدوية مثل الخزف والزجاج والمعادن المنحوتة. مهرجان الشاي بالقناطر الخيرية واحتفالات رأس السنة القبطية هما حدثان بارزان يعززان الهوية الثقافية للمحافظة ويجذب الزوار إليها كل عام.
بشكل عام، تمثل محافظة القليوبية خريطة لتنوع مصر الطبيعي البالغ وعمق تاريخها وثراء ثقافتها المتعدد الطبقات.