تقع قرية سما العريش الجميلة في قلب محافظة شمال سيناء المصرية، والتي تعدّ إحدى أشهر محافظات البلاد بسبب ثراء تاريخها وثرواتها الطبيعية. تُعرف العريش بأنها العاصمة الرئيسية لهذه المحافظة الواسعة المساحة والتي تحتوي على الكثير من المناطق الخلابة والمعالم التاريخية والسياحية. إن موقع القرية الاستراتيجي عند ملتقى طرق البر والبحر يعطيها خصوصية خاصة، إذ أنها تربط بين عدة مدن رئيسية مثل مدينة القنطرة ورفح عبر طريق يسمى "طريق حورس". بالإضافة لذلك، فإن شاطئها المطّل على البحر الأبيض المتوسط جعل منها مركزاً تجارياً هاماً وساحلاً مثالياً لعشاق الرياضات البحرية والاسترخاء تحت أشعة الشمس الدافئة.
بالإضافة إلى جمالها الطبيعي، تحمل قرية سما العريش بين أحضانها كنوزاً أثريّة عديدة تعكس حقباً تاريخية متعاقبة منذ القدم حتى يومنا هذا. أول تلك النقاط الضوء عليها قلعة العريش الشهيرة التي ترجع بناها السلطان سليمان القانوني لتكون شاهداً حيّاً على فتنة الحملات العسكرية القديمة وعلى اتفاقيتي سلام مهمتين وقعتا داخل أسوارها. لكن رغم قيمتها التاريخية الكبيرة، تحتاج القلعة حالياً ماسحات إضافية للحفاظ عليها وصيانتها بشكل مناسب بما يحفظ تراثنا الوطني.
وفي الجانب الآخر تماماً، تتجسد روح الحياة البرية والنباتات الفريدة داخل محمية الزرانيق المذهلة والتي تعتبر ملاذاً طبيعياً مهماً للطيور المهاجرة وغيرها من الكائنات الصغيرة والكبيرة مما يجعل منها واحة خضراء وفريدة من نوعها ضمن شبكة المحميات المُصانة عالمياً. المحمية ليست فقط موطن غني بالتنوع البيئي الثمين ولكن أيضاً تلعب دوراً محورياً في حفظ واستدامة الأنواع الحيوانية النباتية معرضة للإنقراض. ولمزيد من الاكتشافات الرائعة حول تنوع بيئات مصر الشمالية الصحراوية يمكن التوجه نحو الأحراش الساحلية والتي توفر فرص مشاهدة نادرة لنباتات نادرة كالاكاسيا وكذلك شعاب مرجانية تحت سطح بحر المتوسط مباشرة! كل هذه المقومات مجتمعة تساهم بصورة كبيرة في ترسيخ مكانتها كوجهة مثالية لكل عاشقي المغامرة والدراسات البينية والعلميين المهتمين بدراسة مختلف جوانب علم البيئة والبقاء المستدام للأرض والأنسجة الاجتماعية البشرية المرتبطة بها ارتباط عضوياً.