جوهرة النوبة: اكتشاف جزيرة سهيل ومراسلاتها التاريخية والثقافية

التعليقات · 1 مشاهدات

تبرز جزيرة سهيل، الواقعة جنوب مدينة أسوان بمصر، كتحفة فريدة من نوعها تجمع بين عبق الماضي الزاهي وجمال الحاضر. تتمتع هذه الجزيرة بثراء تاريخي وثقافي عم

تبرز جزيرة سهيل، الواقعة جنوب مدينة أسوان بمصر، كتحفة فريدة من نوعها تجمع بين عبق الماضي الزاهي وجمال الحاضر. تتمتع هذه الجزيرة بثراء تاريخي وثقافي عميق تجسد في معلماتها المتنوعة. وفقاً لإحصاءات العام ٢٠١٤، كان تعداد سكانها يقارب ٤,١٨٠ نسمة. تتوسط جزيرة سهيل موقعاً استراتيجياً عند ملتقى نهري النيل والدولتين، مما يعطيها طابعاً مميزاً. تُشكل القرية القديمة النوبية القديمة، والتي تعد موطن سابق لاستخراج الحجر الأسود "الجرانيت"، جانبها التاريخي الرئيسي. بالإضافة إلى ذلك، تعكس لوحة المجاعة الشهيرة والمعروفة أيضا بنصب المجاعة، أحداث عصيبة شهدتها المنطقة خلال الحقبة الفرعونية. يرصد هذا المنحوت الراسخ بالكتابة الهيروغليفية قصة مجاعة واسعة شملت البلاد بسبب نقص الفيضان السنوي لنهر النيل أثناء عهد الملك زوسر ووزيره إمحوتب.

ومن أهم مواقع الجزيرة الأخرى معبد مصري قديم يشيد بفترة الحكم الإقليمي لهذه الجزيرة ذات يوم. كما تكشف قناة المياه القديمة الجميلة طرق جماليتها ونفعيتها؛ إذ بنتها الدولة لخدمتين رئيسيتين هما الاستعداد للحرب والإمداد التجاري العملي. وعلى الرغم من كونها جزيرة صغيرة نسبياً، توفر ثلاث مناطق للسكن والفنادق فقط لتلبية حاجيات مرتاديها بشكل مناسب. وبين تلك الثلاث، يعد فندق Ankota الأكثر شهرة وتميزاً بتصميمه القديم الرائع والأفق الآسر على ضفة النيل مباشرةً، الأمر الذي جعله يستحق جائزتي Traveller's Choice Award لسنة ٢٠١٦ وبمتوسط أسعار تناسب الجميع تراوح بين ١٥٠٠ - ٢٣٠٠ جنيه مصري للغرفة الواحدة لكل ليلة.

وفي النهاية، تعتبر جزيرة سهيل أكثر بكثير من مجرد نقطة جغرافيا بسيطة؛ فهي بانوراما شاملة للأصول الثقافية والتراث الطبيعي لمصر القديمة والعصور اللاحقة عليها حتى اليوم. إن زيارتها تمثل رحلة عبر الزمان نحو قلب حضارات رائعة تركت بصمة واضحة في مسيرة البشر الفكرية والسلوكية عبر آلاف الأعوام.

التعليقات