دلمونية... تاريخ حضارة البحرين الغامضة بين أساطير الميثولوجيا والإثنوغرافيا

التعليقات · 0 مشاهدات

تقع جزيرة دلمونيّا، المعروفة أيضًا باسم "بحرين القديمة"، قبالة سواحل الخليج العربي وهي جزء من مملكة البحرين الحديثة. تُعتبر هذه الجزيرة موقعاً أثرياً

تقع جزيرة دلمونيّا، المعروفة أيضًا باسم "بحرين القديمة"، قبالة سواحل الخليج العربي وهي جزء من مملكة البحرين الحديثة. تُعتبر هذه الجزيرة موقعاً أثرياً مهماً يعكس العظمة التاريخية للحضارة البابلية القديمة وحياة الشعوب التي عاشت هناك منذ آلاف السنين.

بدأت شهرتها عندما ذكرتها النصوص البابليّة الأقدم كمركز تجاري رئيسي ومعقل اقتصادي مهم في ذلك الوقت. ولكن ما يجعل دلمنيا أكثر روعة هي الأساطير والحكايات المنقولة عبر القرون والتي تحيط بها. وفقاً لبعض المصادر الميثولوجية الشرق أوسطية، كانت دلمنيّا موطن الملك الفينيقي القديم "ملك بلاد العرب"، وهو شخصية مشهورة في القصص الشعبية العربية والعبرانيّة.

على مر الزمان، قدم علماء الآثار والمؤرخون أدلة مادية تثبت وجود مستوطنات بشرية تعود إلى حوالي 2500 قبل الميلاد. تشهد التحف المحلية مثل القطع البرونزية والأواني الصغيرة للزينة الدقيقة على تنوع الفن والثقافة خلال تلك الفترة. كما اكتشف خبراء الآثار خرائط ومخطوطات قديمة تصور مواقع المدافن والقبور مما يوحي بأن سكان دلمنيّا كانوا يتمتعون بنظام اجتماعي معقد وبنية تحتية متينة.

في القرن الثامن عشر الميلادي، بدأ الأوروبيون بزيارة المنطقة مجدداً وأدرجوا وصفاتها الجغرافية في كتب الرحلات الخاصة بهم. وفي عام 1897, قام عالم آثار بريطاني يدعى جون جاكس بتسجيل أول دراسة شاملة لدلمونية ونشرها تحت عنوان 'البحوث البريطانية الأثرية الأولى'. كان هذا العمل نقطة انطلاق لأبحاث جديدة حول الحضارات المبكرة وتاريخ دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام.

واليوم، تعد دلمونيّا مصدر إلهام كبير لعشاق الاثار والسياحة الثقافية، إذ أنها توفر لمحات غنية وغامضة عن حياة الماضي وتعزز فهمنا للتراث الإنساني المتنوع.

التعليقات