تقع مدينة قالمة الجذابة في شرق الجزائر، وهي جوهرة خفية تتميز بتراث ثقافي غني وجمال طبيعي خلاب. تعتبر هذه المدينة نقطة جذب سياحي مهمة لما تحويه من تاريخ عريق وأماكن بارزة تستحق الزيارة. تأسست قالمة خلال الفترة الرومانية تحت اسم "سيرا" ثم تطورت لتحتل مكانة مرموقة خلال العهد الأندلسي والإسلامي.
تاريخياً، كانت قالمة مركزاً تجارياً هاماً يربط بين شمال إفريقيا وجنوب أوروبا عبر البحر المتوسط. وقد ترك هذا الموقع الاستراتيجي بصمة واضحة على تراث المدينة الثقافي والمعماري. يُظهر حوض سوق بوعلام ومسجد عزابة النقاط الرفيعة لهذه الرابطة التجارية القديمة. كما تعد قلعة بني حماد مثالاً مذهلاً للعمارة الإسلامية التي مزجت فيها الطرازات المحلية بالتصاميم العربية الرائعة.
بالانتقال إلى الطبيعة، تُعَدّ قالمة موطن مجموعة متنوعة ومتنوعة من النباتات والأحياء البرية بما فيها الغزلان والطيور النادرة مثل طائر القنسول المغربي الذي يعيش فقط في منطقة الشرق الجزائري. بالإضافة لذلك، تضمن محمية تاوديت الوطنية ملاذاً آمناً للحياة البرية مع فرص مثالية لمراقبة الحياة البريّة ومشاهدة مناطق الجمال الفريد للمدينة.
ومن الجدير بالذكر أيضاً دور قالمة كمركز رئيسي للإنتاج الفلاحي والصيد البحري. فهي تزدهر بإنتاج زيت الزيتون والتين والفواكه الأخرى جنباً إلى جنب مع الصناعة التقليدية لتعليب الأسماك. ولا يمكن تجاهل تأثير الفن الشعبي التقليدي كالزخرفة الحجرية والمطرزات المحلية والتي تعكس الهوية الثقافية الخاصة بالمكان.
في السنوات الأخيرة، حرصت السلطات المحلية على تنشيط السياحة وتعزيز الاقتصاد المحلي عبر مشاريع تطوير عدة تشمل إنشاء مطاعم جديدة وغرف فنادق تواكب احتياجات السياح الحديثين مع الاحتفاظ بطابع المنطقة الأصيل. كل ذلك يجعل من قالمة وجهة ساحرة لكل عاشق للتاريخ والثقافة والطبيعة المذهلة.
