تشكل جزيرة الفطيسي تحفة طبيعية مذهلة تقع قبالة ساحل مدينة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة. وبمسافة تقدر بخمس عشرة كيلومترًا فقط، تكشف هذه الجزيرة الرائعة جمال الطبيعة الساحر وتاريخ عريق يعود لأحد أفراد العائلة الحاكمة المرموقة.
وتمتلك جزيرة الفطيسي موقعًا استراتيجيًا فريدًا حيث تحيط بها عدة مناطق مهمة مثل مدينة زايد الرياضية، ومدينة مصفح الصناعية، بالإضافة إلى المدينة الصناعية الثانية، ومنطقة المقطع، وحديقة أبو السياييف البحرية، وحالة البحراني، وجزيرة الأريام. وقد خصّص الشيخ حمد بن حمدان آل نهيان لهذه الجزيرة مكانًا مميزًا ليس كمالك لها فحسب، ولكنه أيضًا بصمة خالدة عبر التاريخ العالمي.
على طول شاطئها البالغ طوله خمسيون كيلومترًا، تجذب جزيرة الفطيسي زوارها بمياه الخليج المتلألئة وأشجار المنجروف الجميلة التي تشكل خلفيتها الطبيعية المثالية. لكن ما يجذب انتباه الجميع حقًا هو منتجع جزيرة الفطيسي السياحي الذي احتفل بافتتاحه الرسمي في أبريل/نيسان عام ٢٠٠٥ ليصبح وجهة رئيسية للسياحة البيئية. ويمكن الوصول إليه بوسائل متنوعة بما فيها اليخوت والقوارب الصغيرة لاستكشاف معالم هذا المنتجع الضخم.
ويتألف المنتجع من مجموعة واسعة ومتنوعة من المرافق والإمكانيات الترفيهية التي تناسب جميع الأعمار والاهتمامات. تبدأ الرحلة برؤية غروب الشمس الخلاب أثناء الاستمتاع بإقامة مريحة واحدة من الأربعين شاليه المطلة بشكل مباشر على البحيرة. كما توفر خدمة الدراجة البحرية فرصة فريدة لجولات بحرية مثيرة حول الحديقة المائية الواسعة.
وفي الداخل، يوجد العديد من المميزات الأخرى مما يدفع الزائر للاستمتاع بكل تفاصيل رحلته سواء كانت تلك اللحظات الخاصة بسرد القصص القديمة داخل حصن كبير يحكي تراث وعادات دولة الإمارات أم رعاية الحياة البرية من خلال مراقبة نمور الماء والغزلان وهي ترعى بحرية داخل الجزيرة. ولا يُغفل الأطفال بالتأكيد حيث يحتوي المنتجع على مرافق خاصة بهم كالمنتزه الخاص ولعبة الجولف الفاخرة المصممة على مستوى مناسب لهم.
ولا ينسى المنتجع جانب الراحة والاسترخاء إذ يشمل قائمة طويلة تضمَّنت نادي يوغا وصالات ألعاب رياضية متكاملة ومجموعة متنوِّعة من المشاتل النباتية والسوق التقليدية الشهير ببيع التوابل والعلاج الروائح العلاجية وغير ذلك مما سيجعل استراحة قصيرة مديدة بالنسبة لعشاق الاستجمام.
وعلى الرغم من أهميتها الاقتصادية والثقافية الهائلة إلا أنها تحتفظ ببصمة غير قابلة للنسيان تدين بتطورها لماضيها الزاهر عندما حرث الشيخ حمد بن حمدان آل نهيان أرض الجزيرة لحفر اسمه بالأحرف الإنسيلية "HAMAD"، ليترك لنا وعد مستقبلاً مزدهراً مليء بالمبادرات الجديدة مثل إنشاء المتحف البحري ومربي السمك والمزارع الخاصة بالحفاظ على نوع خاص منreptiles المنقرض سابقًا فضلاً عن تعزيز الخدمات العامة والعافية الشخصية لمزيد من جذب واستقطاب المزيد من الدارسين المهتمين بطبيعة ودقة المكان نفسه.
هذه هي قصة جزيرة الفطيسي.. أكثر بكثير مجرد جزء أصغر ضمن امارة ابوظبي بل رمز حي لاتحاد الثقافات والحياة البرية الى جانب الثروات الاقتصادية المختلفة . إنها الجسر الذي يربط الماضي بالحاضر لينقل للعالم رسالتها العميقة بأن النمو والازدهار هما ثمرة الانسجام التام بين الإنسان والكوكب الآسر المحيط بنا -جزيرة الفطيسي-.