تشتهر جزيرة قبرص، التي تتمتع بتاريخ طويل وغنى ثقافي غني، بمجموعة رائعة من المدن المتنوعة والمزدهرة والتي تقدم مزيجاً فريداً من التاريخ والثقافة والحياة الحديثة. سنستعرض هنا نبذة مختصرة عن أهم هذه المدن:
نيقوسيا - العاصمة النابضة بالحياة
تعتبر نيقوسيا قلب الجزيرة النابض، فهي ليست مجرد عاصمة سياسية وإنما أيضاً المركز التجاري الرئيسي والقاعدة الاقتصادية الهامّة لكلّ جزيرة قبرص. تمتاز المدينة بسوقها الحيوي والمتنوع وإنتاجها الغني للمنتجات اليدوية مثل الفخار والمنسوجات الجلدية والمواد البلاستيكية وغيرها. تعود جذورها القديمة إلى اسم "ليدرا"، وهو ما يظهر مدى عمق تراثها الثقافي العريق.
فاماغوستا - المحطة السياحية الساحلية
تقدم فاماغوستا نموذجاً مثالياً لما يمكن وصفه بالمدينة الشاطئية المثالية. تشتهر بشوارعها التجارية الحيوية والنوادي الليلية الفاخرة بالإضافة لمواقعها التاريخية الهامة وفنادقها المتنوعة. إن موقعها الرائع المطّلِ على بعض أجمل الشواطئ في البلاد يجعل منها وجهة سياحية شعبية للغاية؛ هذا مع ذكر دور مينائها البحري المؤثر الذي ساعد كثيراً في تنمية ثراء المدينة وتحقيق ازدهار اقتصادها.
ليماسول - مدينة المنتجعات البحرية والتجارية
تتميز ليماسول بموقعها الاستراتيجي على ساحل الخليج الجنوبي الشرقي لجزر البحر المتوسط مما جعل منها منتجعاً سياحياً رئيسياً إضافة لدورها كمركز تجاري هام ونقطة انطلاق لتوزيع مختلف أنواع البضائع بما فيها النبيذ المنتَج محليا والعناصر الزراعية الأخرى كالعنب المستخدم لإنتاج الاسبستوس الشهير هناك.
لارنكا - العمق التاريخي والثقافة المتأصلة
تمتلئ مدينة لارنكا بالأحداث الجاذبة منذ آلاف السنين مضت بدءً بتأسيس أول مستوطنة بشرية معروفة لها حتى وقتنا الحالي. تحافظ لارنكا على مكانة خاصة كونها موطن لأقدم جامعة أمريكية خارج الولايات المتحدة وهي الأكاديمية الامريكيه والتي افتتح أبوابها منذ أكثر من قرن مضى ثم تتبع ذلك بناء حصن عظيم يحكي قصص عصر الحكم العثماني زاخراً بمعروضاته المتحفية الثاقبة الراسخة في ذاكرة الآثار اليونانية الأصلية.
بافوس - أرض الفنون والحرف اليدوية
تزدهر مدينة بافوس بحركة حيوية لصناعات متنوعة ومتخصصة مثل تصنيع المواد الغذائية المدخنة ومختلف المشروبات والسلع الجلدية وغيرهما كثير ممّا يساهم بشكل كبير في دعم اقتصاد البلد بصورة عامة وصورة تلك المدينة الصغيرة تحديداً. لكن الجانب الأقرب لنفوس أهلها يكمن بكنائسها الأرثوذكسية ومعابد المسلمين الجميلة المنسابة عبر مساحاتها الدينية المختلفة مما يخلق خلطة متجانسة بين حضارتين دينيتين كبيرتين ضمن جغرافيا واحدة صغيرة نسبياً إلا أنها ظلت دوماً محتفظة بشخصيتها المنفردة ولم تفقد هويتها أبدا تحت وطأة التأثيرات الخارجية مهما كانت قوة تأثيرها عليها وعلى مجريات أحداث الحياة اليومية المواكبة لهذه الشخصية الفريدة المقيمة داخل حدود رقعة الأرض الخاصة بجغرافيا دولة قبرص الواحدة.
كيرينيا - بوابة العصور القديمة
وأخيراً ولكن ليس آخر النقاط الجديرة بالملاحظة فإن مدينة كيرينيا الموجودة شمال قبرص تحمل بين جنبات أحضان آثارٍ تاريخية ضاربة بجذورها عميقًا وسط العصور القديمة الرومانية والإسلامية ذات الطابع الإسلامي الإسلامي الإسلامي, حيث قام مجموعةٌ من الجنود الدوليين خلال القرن الثاني عشر الميلادي بإقامة تحصينات دفاعية حول الموقع العام الحالي للمدينة وقد أدى استخدام مواد خام طبيعيّة لبناء هذا الجزء الخاص بالتاريخ الأوروبي الحديث إلي خلق لوحة فسيفساء ملونة تعد الآن جزء أصيل لهويتنا الإنسانية العالمية وليس فقط هويتهم الوطنية فالجميع يشعر بأن كيرينيا هي المكان الأنسب لشغل نفسه بنمط حياة ينساب معه بنفس توافق وانسجام عجيب .
