تعتبر دولة قطر الصغيرة ذات الموقع الاستراتيجي عزيزة لدى الكثيرين بسبب تاريخها الغني وثقافتها الفريدة وتطورها الاقتصادي السريع. ومع ذلك، فإن أحد الجوانب الأكثر أهمية التي غالباً ما يتم تجاهلها هي ديناميكيات تعداد سكانها. بحسب آخر الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطرية، بلغ عدد سكان قطر حتى نهاية العام ٢٠٢١ حوالي ١,٣ مليون نسمة تقريبا. هذا الرقم يشمل المواطنين القطريين بالإضافة إلى المقيمين الأجانب الذين يعملون ويعيشون داخل البلاد.
على الرغم من كون نسبة كبيرة جداً من هذه الزيادة نتيجة الهجرة، إلا أنها تعكس أيضاً النجاح الكبير الذي حققه اقتصاد الدولة مما جعل منها وجهة جاذبة للمواهب العالمية والعاملين ذوي المهارات العالية. ويرجع هذا أيضا للسياسات الحكومية الداعمة للاستثمار والتوسع العمراني والحفاظ على البيئة الطبيعية جنبا إلى جنب مع تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي المستدام.
وعلى الرغم من كون التركيبة السكانية متنوعة ومتغيرة باستمرار بناءً على عوامل مختلفة مثل السياسات الخاصة بالعمل والسفر والقضايا الصحية، فإنه يمكن توقّع نموٍ مستمر للسكان خلال العقود المقبلة وذلك بالنظر للتوجهات الحالية نحو تنمية البنية التحتية وتحسين جودة الحياة العامة. ومن المتوقع أيضًا زيادة كبيرة في معدلات الولادات بين المواطنين القطريين والتي ستلعب دوراً رئيسياً في تشكيل ملامح المجتمع القادم.
وفي النهاية، يعد فهم خصائص وتحديات التعداد السكاني خطوة أولى حيوية لإدارة التنمية الشاملة والاستدامة الوطنية بشكل فعال بما ينسجم مع رؤية قطر الوطنية 2030 وأهدافها الطموحة لتكون مركزاً عالمياً رائداً بحلول عام ٢٠٤٠.
