حفر الباطن، الواقعة في قلب منطقة الشرق الأوسط بالسعودية، تشهد تغييرات ديموغرافية مثيرة للاهتمام. وفقًا لإحصاءات رسمية صدرت عام 1431هـ/2010م، بلغ عدد سكان حفر الباطن آنذاك حوالي 271,642 نسمة. هذا الرقم يشهد تنوعًا ثقافيًا واجتماعيًا غنيًا يعكس الطبيعة متعددة الثقافات لهذه المدينة النابضة بالحياة. ينشر السكان أنفسهم عبر مجموعة متنوعة من الأحياء والقرى داخل حدودها، بما في ذلك الأحياء الشهيرة مثل الصناعية والسليمانية وأبو موسى الأشعري وغرناطة واليرموك وغيرها الكثير.
تاريخيًا، تعتبر قصة حفر الباطن جزءًا أساسيًا من التاريخ السعودي والعربي. فقد كانت نقطة عبور رئيسية للحجيج منذ القرون الأولى للإسلام، عندما كان الطريق الصحراوي يربط العراق والجزيرة العربية. ومع ذلك، فإن المعاناة القديمة من شح الماء حولت تركيز اهتمام المجتمع المبكر نحو حفر آبار للوصول إلى مورد الحياة الضروري. الدور الحاسم للأشعري هنا لم يكن فقط في سد احتياجات السكان المحليين ولكن أيضًا في جذب المزيد منهم إلى منطقة توفر الآن مصدر ثابت للمياه العذبة. اليوم، تعد العديد من هذه الآبار الأعراف المهمة للقوائم العقارية الخاصة بعدد من القبائل العربية، مع وجود قبيلة الظفير باعتبارها أول أولئك الذين استقروا هنا.
على الرغم من تناقض المناخ شديد التأرجح - حيث ترتفع درجات الحرارة الصيفية غير المعتادة لأكثر من 55 درجة مئوية لتجتاحها عواصف رملية وحالة الطقس الهادئة نسبياً في فصل الشتاء والتي تتميز بغزارة الأمطار الربيعية - إلا أنها جميعها تساهم إسهامًا فعالاً في صنع صورة فريدة مما يعرف باسم "عاصمة الربيع". وهذا البيئة المتنوعة تعزز جاذبية المكان ليس فقط بالنسبة لسكان المنطقة الأصلين ولكن أيضًا لهؤلاء المهتمين بالاستقرار فيه بسبب الفرص الاقتصادية العديدة المتوفرة بداخلها.
من الناحية الإدارية، تتأسس البلدة الحديثة لحفر الباطن علي شبكة مشدودة ومترابطة للغاية تضم أكثر من ثلاثين حياً وخمس وعشرين قرية مركز ضمن الحدود البلدية لها. إن نمط حياة المواطنين يرجع جزئيًا إلى الدعم الحكومي المكثف الذي يأتي من خدمات عامة عالية المستوى تشمل نظاماً حديثاً للتعليم والصحة العامة والمعيشة الاستراتيجية الداعمة للاستثمار الخاص خاصة تلك المرتبطة بصناعة جديدة ناشئة كما هو الحال بمبنى مشروع مشروع حضاري ضخم وهو مجمع تجاري هام يدعى "مول الحفر" وكذلك العملاق الآخر مول الثِمم والذي يعني اسمه بالعربية بهذا السياقات ذات المغزى الكبير خاص جدا وهناك أيضا مكان آخر يستحق الزيارة اسمه بواديلاند – منتزه مائي شهير عالميا – يقدم وسائل تقنية مبتكرة للتسلية تسمح لك خداع الواقع والاستمتاع بتجارب ممتعة .
وتماشياً مع التحول العمراني والتوسع التجاري الهائلين ، تلعب الجامعة الجديدة لحفر الباطن دوراً مهماً في بناء قاعدة معرفية واسعة النطاق تدعم الخطط الوطنية الإنمائية ؛ وقد أقيمت بالفعل مستشفيات حديثة ومراكز طبية أكفاء بكفاءة عالية لتوفير الرعاية اللازمة لقضاء حاجة الجمهور من الطبابة وخدمات الصحة الوقائية الأخرى .
وفي النهاية ، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية ، بدأت حقائق مختلفة تبدو واضحة بشأن الوضع الديموغرافي المضطرد للسكان ضمن بلديه حفرالباطــن : فهي ليست مجرد قرى صغيرة وبلدات محلية بل اصبحت الآن مدينة نابضة بالحياة تتمتع بثراء فريد وسريع التطور اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ايضا !
