مدينة طبرقة، الواقعة شمال غرب تونس، هي جوهرة حقيقية في قلب الطبيعة. تبعد بحوالي 175 كيلومتراً عن العاصمة، وتحيط بها المناظر الطبيعية الجميلة، بما في ذلك جبل شاهق وشاطئ واسع يمتد لأكثر من 25 كيلومتراً. هذا التنوع الجغرافي يعكس روعة الحياة البرية والبحرية المحلية، مما جعل منها وجهة شهيرة للغوص واستخلاص المرجان المستخدم في صنع المجوهرات.

اسم المدينة يأتي من الكلمة الأمازيغية "Tabraka" والتي تعني تقارب الشدة أو الثبات. ومع مرور الوقت، تغير الاسم ليكون "Thabarka" عند الفينيقيين ثم أخذ شكله الحالي بعد الفتح العربي. اليوم، تعرف أيضًا باسم "لؤلؤة سواحل تونس الخضراء".

تتمتع المدينة بتاريخ غني يعود جذوره إلى الفينيقيين قبل أكثر من 2800 سنة. لقد لعبت دوراً مهماً كمركز تجاري رئيسي حيث كانت تحمل سفنها الرومانية رخامًا وحبوب وفلين. لاحقًا، سيطرت عليها جمهورية جنوة لمدة قرن ونصف حتى العام 1741 تحت حكم عائلة لوميليني الإيطالية الغنية. أحد أهم إرثهم هو بناء حصن كبير فوق جزر صغيرة قريبة من المدينة.

معمار المدينة فريد ومتفرد. المنازل مزينة بسقف حمراء وكروم زرقاء وبيضاء، وتعكس تصميماتها الهندسية التقليدية روح الفن الإسلامي والتراث المحلي. وفي الداخل، تتعدد المعالم الطبيعية بما في ذلك الوادي الأخضر والأزرق وعين الشمس وغيرها الكثير. كل هذه العناصر تضيف جمالاً خاصاً لهذه المدينة القديمة.

بشكل عام، تجمع طبرقة بين الماضي والحاضر بشكل مثالي، لتقدم لمستضيفيها صورة واضحة عن الثقافة والتاريخ التونسي القديم بينما تقدم أيضا فرص للاسترخاء والاستمتاع بجمال الطبيعة. إنها حقاً مركز ثقافي وثمودي حي لا يمكن تفويت زيارتها أثناء الرحلات السياحية إلى تونس.