تقع ولاية توزر جنوب تونس، وهي إحدى الوجهات السياحية الأكثر جاذبية في البلاد نظرًا لجمالها الطبيعي الفريد واختلافاتها الثقافية الغنية. تُعرف هذه المنطقة باسم "جوهرة الصحراء"، وهي تضم مجموعة من المشاهد البارزة التي تعكس التاريخ العريق والحياة المعاصرة.
تاريخيًا، لعبت توزر دورًا رئيسيًا في التجارة عبر الصحراء بسبب موقعها الاستراتيجي. كانت المدينة نقطة تجمع مهمة للبشر والتجار الذين كانوا يتنقلون بين افريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. هذا التأثير التاريخي مترسخ حتى اليوم في الهندسة المعمارية المحلية والمأكولات التقليدية والعادات الاجتماعية.
على المستوى الجغرافي، تتميز توزر بصحرائها الرملية الواسعة ودوائرها القمرية المثيرة للإعجاب والتي تشكل نسيجاً مذهلاً عندما تتقاطع مع خطوط الشمس عند الغروب. بالإضافة إلى ذلك، يوجد بها العديد من المواقع الأثرية مثل مدينة غدامس القديمة، وهي مدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي بسبب أهميتها التاريخية والفنية.
أما حالياً، فإن الحياة اليومية في توزر مليئة بالنشاطات الزراعية والصناعة اليدوية التقليدية مثل صناعة النسيج وصنع الحلي المعدني. كما تعتبر الولاية مركزاً هاماً لإنتاج المنتجات الغذائية ذات الطابع الخاص بالمنطقة كالتين والشاي الأخضر الشهير هناك.
وفي الجانب الاجتماعي، يشتهر سكان توزر بكرم ضيافتهم واحتفالاتهم السنوية المرتبطة بالأحداث الدينية والثقافية المحلية. كل عام، تجذب مهرجان تمور توزر الآلاف من الزوار للاستمتاع بتقاليد وموسيقى وثقافة المنطقة بشكل حيوي.
بشكل عام، توفر ولاية توزر فرصة فريدة لاستكشاف جوهر الحياة الصحراوية العربية بينما تقدّم أيضاً لمحة عن التنوع الثقافي العربي الكبير.
