تستحق جزيرة حوار الواقعة بالقرب من سواحل مملكة البحرين مكانة خاصة ضمن الخريطة السياحية والعلمية للمنطقة. رغم اعتراف اليونسكو بها كموقع تراثي عالمي منذ 2002، فإن هذا الموقع الفريد لم يُكتشف بعد بشكل كامل لدى الكثيرين. تضم هذه الجزر الصغيرة مجموعة غنية ومتنوعة من النظم البيئية المعرضة للخطر والتي تعد ملاذاً هاماً للحياة البرية والنباتية. وهي ليست مجرد معلم تاريخي، لكن أيضاً مركز حيوي للأبحاث العلمية واستكشاف العالم البحري.
تتكون جزيرة حوار من مجموعتين رئيسيتين لجزر: الأولى تتضمن اثنتي عشرة جزيرة أصغر حجما والأخرى تتكون من خمس جزر أكبر وأكثر أهمية. تُطلق الأسماء التالية على كل منها: "حوارة" الأكبر بينهن بحوالي ٤١ كيلومتر مربع؛ تليها "سواد الشمالي"، ثم تأتي "ربض الشرقية" و"ربض الغربية". تتميز الأخيرة بمجموعات متنوعة من النباتات والحيوانات بما في ذلك أنواع نادرة مهددة بالإنقراض مثل غراب البحر السوقطري وبلشون الصخر. تشترك جميع هذه الجزر في خصائص طبيعية مذهلة خلقت عبر الزمن نتيجة لعوامل جيولوجية مختلفة أدت لتكوين شعاب مرجانية ومنحدرات خشنة.
وتُضاف إلى القائمة كذلك جزر أخرى ذات جمال خاص وباقات متنوعة من الحياة البرية والنباتية كالـ "أم حزوزة" الشهيرة بتشكيلاتها الرسوبية الرائعة؛ وجزيرة عجيراء ذات الخصائص الجغرافية الدقيقة التي تجعلها أكثر تعقيدا وغرابة بين نظيراتها.
تعكس هذه الأرخبيل قصة طويلة ومعقدة حول الحدود والجغرافيا السياسية إذ كانت تخضع سابقًا لنزع الملكية الجغرافي قبل أن تستقر نهائيًا تحت سيادة المملكة البحرينية عقب اتفاق دولي مهم سنة ٢٠٠1 ميلادية. وقد عرف موقعها الاستراتيجي قرب حدود قطر دورا محوريا في استقرار العلاقات الثنائية المحلية والدولية أيضًا.
تنقسم إدارة تلك المناطق الآن إلى عدة أقسام إدارية محلية مرتبطة بإدارة محافظة جنوب البلاد وذلك تقديرا لدورها الاقتصادي والسياحي الكبير. إن زيارة جزيرة الحوار ستقدم لك فرصة لاستكشاف عالم مليء بالمفاجآت البصرية والمعرفية - فالطبيعة هنا متكاملة ومذهلة حقا!