يُعتبر المتحف أحد أهم مراكز الحفاظ والتراث الثقافي والإنساني، ويعكس تاريخ الإنسانية وتطورها عبر العصور. ومن هنا يأتي اهتمامنا بالبحث عن أول متحف في العالم. يُعرف بأن أقدم متحف معروف يعود تاريخه إلى العام 530 قبل الميلاد، وهو "متحف إننغالدي نانا"، الواقع في بابل الحديثة بالعراق حالياً. هذا المتحف الخاص لأميرة بابلية تحمل اسم إننغالدي نانا، وتم إنشاؤه منذ حوالي 2500 سنة لتجميع الآثار البابلية.
على الرغم من كون هذه بداية للتجميع الفني والعلمي، إلا أنها لم تكن مفتوحةً للجمهور حتى القرن الثامن عشر تقريبًا. وفي تلك الفترة، شهدت أوروبا نهضة ثقافية أدّت لإطلاق العديد من المتاحف العامة الأولى في العالم. تُعدّ متاحف كابيتولين (Capitoline Museums) الموجودة بروما بإيطاليا واحدة منها، والتي أسسها البابا سيكستوس الرابع عام 1471 ميلادي كهدية لفنانين بارزين آنذاك. تضم هذه المتاحف اليوم تشكيلًا رائعًا من الأعمال الفنية والكلاسيكية القديمَّة بالإضافة لأنواع مختلفة من العملات المعدنية وغيرها الكثير مما يعرض تنوع الثقافة والحضارة المرتبطة بالموقع نفسه. وعلى الرغم من عدم فتح أبوابها أمام الجمهور حتى عام ١٧٣٤ ميلادية، تعتبر هذه المؤسسة أول مثال على نوعيتها الجديدة حينئذٍ: مكان مُخصص لعرض القطع الأثرية والثقافية بشكل دائم ومعروض للإعمام الهواة منهم والمهتمين المهنيين على حد سواء.
وفي تنافس وثيق مع سابقتها إلا ان متاحف الفاتيكان تأخذ المركز الثاني من حيث القدم بعد حصولها على الاعتراف الرسمي باعتبارها ثاني اقدم مجموعه عالميه بتاريخ يسبقه بخمس قرون فقط عندما قام بتأسيسها البابا يوليس الثاني بمبادره منه شخصيا اذ وضع الخطط اللازمه لهذه المكتبة الهائلة للأعمال الدينية والفنية -بداية مسيرته نحو تحويل الفاتيكان الى مركز رئيسي للمتحفا واستضافة جميع أنواع الأشياء ذات القيمه الجوهره والمعماريه وهكذا دواليك ،وكذلك منح الفرصة لاستقطاب الأفراد الذين يهتمون بالحفظ والتاريخ محليا ودوليا كذلك .
وبالتالي يمكن القول بثقة وبأن وجود اول متحفين لهما اهميته الخاصة لكل منهما؛الأوله متعلق بكونه أصغر سنّا بينما الثانية تتمتع برعايات باباوية مستمره جعلتها مصدرا للحكمة والتسامح لدى سكان المنطقة وزوارها الغرباء الواصلين إليها بحثا عن المعرفة بكل أشكالها المختلفة وما فيها من كنوز تراثيه عديده ومتنوِّعه وصل إليه الناس عبر مختلف عصور الحياة الانسانية الماضيين .
