تشكل جزر الأنتيل مجموعة فريدة ومتنوعة من الجزر الواقعة في البحر الكاريبي، وقد شهد تاريخها سلسلة من الاحتلال والتغيرات السياسية عبر القرون. أول من اكتشف هذه الجزر كان المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس عام 1492 أثناء رحلاته بحثاً عن طريق جديد لإسبانيا إلى آسيا. ومع مرور الوقت، انتقلت سيطرة هذه الجزر من إسبانيا إلى هولندا خلال فترة استعمارية طويلة امتدت من العام 1634 حتى 1954. وبعد فترة قصيرة تحت حكم إسبانيا مرة أخرى، عادت الجزر لتخضع لسيطرة الهولنديين مجدداً في مطلع القرن السابع عشر.

كان للحكم الهولندي تأثير كبير على الجزر، حيث ضمن لهم الحكم الذاتي المنظم داخل المملكة الهولندية. وفي عام 1980، حصلت جزر الأنتيل رسمياً على استقلالها السياسي عن هولندا رغم أنها ظلت جزءاً جغرافياً منها.

ومن الناحية الاقتصادية، تشغل السياحة والصناعات الطاقوية مكانة بارزة في اقتصاد جزر الأنتيل. تعتبر الجزيرتان كوروسا وأوروبا مركزين رئيسيين لكفاءات بترول عالمية عالية، مما جعلهما محوريين في قطاع مشتقات النفط العالمي. ومع ذلك، فإن دور الزراعة محدود نسبياً بالمقارنة مع قطاعات أخرى؛ وتقتصر على زراعة القطن والقصب والسكر والموز وغيرها من المحاصيل الغذائية الرئيسية.

وتتنوع تركيبة السكان في جزر الأنتيل بشكل ملحوظ بسبب التاريخ الثقافي المتعدد للجزر. يعكس المجتمع مزيجاً من خلفيات متنوعة بما فيها الأفارقة والأوروبيون والأمريكيونز الأصليون مثل قبيلة الكاريب. اللغة الهولندية هي اللغة الرسمية، ولكن "البيامنتيه"، وهي لهجة مختلطة بالإسبانية والهولندية والبرتغالية والكريولية المحلية، تعد كذلك لغة مستخدمة بكثرة خاصة في وسائل الإعلام والإعلانات الوطنية المحلية. وبشكل أكثر تحديدًا، تتحدث غالبية سكان المنطقة الشمالية الإنجليزية بطلاقة نظرًا لتاريخ العلاقات التجارية والحضارية القديمة مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية الأخرى.