غازي عنتاب، المعروفة أيضًا ببساطة "عنتاب"، تعد واحدة من أغنى المدن بتاريخًا وتنوع ثقافيًا في تركيا. تقع هذه المدينة الجميلة ضمن الهضبة الأناضولية، تحديدًا في المنطقة الجنوبية الشرقية عند خليج الإسكندرونة. تتميز المدينة بتنوع المناخ بما يتماشى مع مناطق شبه الاستوائية، مما يخلق بيئة فريدة تجمع بين درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف والجفاف الخفيف خلال الشتاء البارد نسبياً.

تنقسم غازي عنتاب إلى منطقتين رئيسيتين هما منطقة شاهين بيه ومنطقة الشهيد كامل. وفقاً للإحصائيات الأخيرة، فإن تعداد سكان المدينة يبلغ حوالي مليون و376,000 نسمة، ينتمي معظمهم إلى جذور تركية وكردية وشركسية وعربية. هذا التنوع الثقافي جعل منها واحداً من أكثر المناطق تنوعا في البلاد.

تاريخ غازي عنتاب عميق وغني مثل طعم باكلافا الخاص بها، حيث شهدت الحكم من قبل حضارات متعددة بدءًا بالحيثيون وأباطرة الدولة اليونانية وروما والبيزنطيين والسلاجقة وغيرها الكثير. اسم "عنتاب" له عدة تفسيرات اعتمادا على المصدر اللغوي؛ فباللغتين العربية والفارسية يعني "أرض الورد"، بينما بالنطق الحثي قد يكون مشتقّا من "خانتاب" والتي تعني حرفيًا "أرض الملوك".

ومن الناحية العمرانية، تضم غازي عنتاب مجموعة متنوعة من المعالم التاريخية والمعمارية المثيرة للاهتمام. تشمل القائمة أهميتها المعلقة فوق نهر الفرات والتي كانت قاعدة رومانية ثم قلعة غازي عنتاب ذات الأصل البرونزي القديم بالإضافة إلى كنيسة كندرلي التي بنيَت بواسطة مبشري فرنسا عام ١٨٦٠ ميلاديًا. كما توفر المدينة فرصة رائعة لاستكشاف مراكز التسوق المحلية والمتاحف المختلفة سواء العامة أو تلك الخاصة بالأعمال الفنية والتاريخ، بما في ذلك المتحف الحديث ومتحف الحقبات البدائية.

تجذب غازي عنتاب الزوار ليس فقط بسبب تراثها الثقافي الغني وإنما أيضا بسبب طعامها الشهير -خاصة 'البكلافا' المصنوعة محليا-. إنها حقا وجهة تستحق الزيارة لكل باحث عن تجربة نابضة بالحياة مليئة بالتاريخ والثقافة اللذيذ!