تعدّ جزيرة بالاوان الواقعة ضمن أرخبيل الفلبين واحدة من أهم الوجهات الطبيعية والتاريخية في البلاد. باعتبارها الخامسة الأكبر حجماً بين الجزر الفيليبينية، تتميز بالاوان بتاريخها العريق وموقعها الاستراتيجي وثرواتها البيئية المتنوعة.
تغطي المساحة الشرقية لجزيرة بالاوان مسافة تقدر بحوالي 434 كيلومتراً، متشكلّة لسلسلتها الجبلية المعروفة بسلاسل جبال سان بول وجبل مانتالينجاجان الذي يصل ارتفاعه لمنحدرات شاهقة تُناهِز ٢,٠٨٥ متراً فوق سطح البحر؛ وهو ما جعل منها ملاذاً آمنا للطيور المهاجرة وأبرز محطات هجرتها السنوية عبر أمريكا الشمالية وكندا وإلى نيوزيلندا واستراليا أيضًا مرورًا بالفلبين ذاتها.
تتمتع هذه الوجهة الخلابة بغنى بيولوجي وعمراني فريد نتيجة لموقعها النادر قرب مضيق مالوكو وسولو مما أسهم بتشكيل شبكة واسعة تضم حوالي ١٨٠٠ جزيرة تابعة مباشرة لبالاوان علاوةًعلى وجود مجموعة رئيسية أخرى تعرف باسم "كالاميان" في شمال الجزيرة الرئيسية و" دوماران كويو"، أما الجزء الأخير يشمل منطقتي "بالاباك وبجسوك".
إن تعدد مظاهر الحياة البرية والبحرية هناك أمرٌ ملفتٌ للغاية؛ إذ يوجد العديد من الشعاب المرجانية والحياة البحرية النادرة مثل سمكة نبتون والكائنات المائية الملونة والمشابهة لشكل الزهور الضخمة والتي تراها عادة في المناظر المتحفية فقط! إلا أنها هنا قابلة للفحص المباشر أثناء تجربة الغوص المثيرة بمدينة كورون الشهيرة وحطام سفينة الحرب العالمية الثانية النائي تحت المياه بنسبة العمق التي تتراوح بعمق ثلاث أمتار حتى الأربع وعشرين ونصف الأخرى الأكثر اتساعاً تمثيلاً لعظمة الحرب وفترة سنوات ما قبل ظهور عصر السيارات الحديثة.
وفي نهاية رحلات المغامرة والاستكشاف تلك، ينصح باستراحة قصيرة عند كهوف نهران ريفيرسايد الوطنية حيث يمكنك التجول وسط نظام الكهوف الداخلي المؤدي لحوض مياه فوق أرض صخرية مجوفة تسمح برؤية أجناس مختلفة من الحيوانات والنباتات الغريبة بواسطة زوارق مصنوعة يدويًا تنطلق برشاقة خلف موجات المد والجزر الأولية لتقدم مشهدًا ساحرًا يستحق المشاهد لكل عاشق للتراث الثقافي والشعراء المتأملين للأبعاد الجمالية للعالم الطبيعي حولنا.
هذه فقط بعض جوانب العالم الرائع لجزر بالاوان الفلبينية غير المكتشف وغير المعتاد الذي سيجعل زيارتكم مفيدة وجذابة بلا شك!