تُعدُّ محافظة إب، الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي لشبه جزيرة العرب، إحدى أجمل محافظات اليمن وركنها الأخضر الفريد. تغطي هذه المحافظة المساحة الشاسعة البالغة ٥,٥٥٢ كيلومتر مربع وتمتلك مجموعة متنوعة ومتكاملة من الجغرافيا والموارد الطبيعية التي جعلتها ملاذاً للسكان منذ القدم حتى اليوم. تتكون جغرافياً من المرتفعات الجبلية مثل جبال يريم وبني مسلم وظفار وشخبعمار والخضراء وكحلان والعوال وعمران والقفر والثوابي وغيرها الكثير؛ بالإضافة إلى سهول ودروب عميقة تمتد عبر الوادي الكبير "وادي ضوران"، مما منحها خصائص بيئية فريدة تشكل أساس الاقتصاد المحلي.
يمارس معظم أهل إب مهنة الزراعة بشكل رئيسي نظراً لملاءمة التربة والطقس للأنشطة الزراعية المختلفة. فهي تحتضن حقولاً خضراء نابضة بالحياة تُنتج الحبوب بأنواعها والخضروات والفواكه عالية الجودة والتي تلعب دوراً محورياً في الأمن الغذائي الوطني. كذلك تعتبر صناعة المعادن الصغيرة نشاطاً هاماً آخر يُظهر براعة المهندسين والمستخدمين التقليدين الذين يحترفون صنع منتجات أساسية كالطوب الأحمر وسلع بناء أخرى باستخدام المواد الخام المحلية بكفاءة وجودة ممتازةتين.
وعلى الرغم من أنها تتميز بالموقع الإستراتيجي وسط البلاد، فإن طبيعة المناخ المعتدل والإنتاجية الزراعية الهائلة قد أفادت كثيراً هذا الجزء الرائع من العالم العربي. ففي حين يساهم فصل الصيف بطابع سخن بعض الشيء بسبب ارتفاع درجات الحرارة المحلية العامة، إلا أنه يتمتع باستقرار نسبي مقارنة ببقية مناطق الصحراء المجاورة لها مباشرةً. أما الربيع فهو موسم الأمطار الخيرية السنوية التي تضمن بدوره توازن النظام البيئي المحلي واستدامته رغم عوامل التجفيف والتدهور الأخرى.
ومن الناحية الثقافية، يعتبر تاريخ إب طويل وغني بالأحداث والأماكن والمعالم التأريخية المؤثرة للغاية لما تحتويه المديريات الثمانية عشر فيها من آثار ومعابد وآبار مياه قديمة ولمحات معاصرة أيضًا. فقد ترك الإنسان القديم بصماته هنا وهناك، ومازال يحكي لنا قصص الماضي وماضي الآباء بالتزامن مع الحياة الحديثة والدينامية العمرانية الجديدة المنتشرة حاليًا بكل مكان بها تقريبًا. ولا تنتهى القائمة بدون ذكر دور المرأة الإبصية المُلهِم والذي أثروا فيه البنية الاجتماعية جميع جوانب حياتهما العملية والنفسية والشخصية سواء داخل المجتمع أم خارج حدود الوطن العزيز.
ختاماً، تعدُّ محافظة إب أحد الوجهات السياحية المهمَّةَ ومنطقة ساحرة تستحق التشجيع والاستثمار لإظهار الجانبين الجمالي والصناعي لديها أمام الجميع حول الأرض! فتراثها الطبيعي والحضاري العملاق يستحق شيئًا أكثر ممّا جاءتنا عنه سابقاً ونحن نتطلَّع لعهد جديد للتأكيد على ارتباطنا بهذا المكان العريق ضمن وطن عربي واسع هو جزء منه أصيلٌ وذو أهميته الخاصة.