مدينة الري: توارث تاريخي وثقافة غنية بين الماضي والحاضر

التعليقات · 0 مشاهدات

مدينة الري، إحدى أجمل مدن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي تقع على مسافة قصيرة نسبياً من العاصمة طهران، كانت وما زالت تشكل جزءاً هاماً من التاريخ و

مدينة الري، إحدى أجمل مدن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي تقع على مسافة قصيرة نسبياً من العاصمة طهران، كانت وما زالت تشكل جزءاً هاماً من التاريخ والتراث الثقافي للدولة الإيرانية. تعكس هذه المدينة القديمة، التي يعود اسمها إلى الفترة ما قبل الإسلام، عمقاً تاريخياً فريداً يستحضر حقبات ملوك قدماء مثل بابل ونينوى.

في قلب مدينة الري، تتجلى معالم بارزة تعكس تنوع الفن والثقافة عبر الزمن. مثلاً، "شهرستان"، المعروف أيضاً باسم المجموعة المحمدية، يشهد على بداية عصر جديد عندما قام أمير وقتها - مهدي بن منصور الدوانيكي - بتشييده في العام 158 هـ. بدأ المشروع باختيار موقع استراتيجي عند سفوح جبل البيبي الشهير، حيث أقيم مسجد جامع محاط بخندق دفاعي ضخم، مما أكسب المنطقة أهمية أمنية وعسكرية كبيرة آنذاك.

ومن أشهر المباني الأخرى برج طغرلبن، المرتفع بمترٍ وعشرين والذي منح سراج الدين السلجوقي سمعة عالم فلك نابه. ورغم مرور القرون، فقد حافظ التصميم الفريد للبرج كساعة طبيعية على جاذبيتها الجمالية حتى اليوم. تضم واجهات البرج نقوشات خط كوفية جميلة تدلل على براعة المهندسين والمصممين القدامى.

لكن ربما لا يوجد مكان يحمل نفس القدر من الرومانسية والأهمية الروحية مثل مرقد Bibi Shahrbanu. تحكي أسطورته قصة حب لعائلة آل بيت النبوة وتاريخ بناء يرجع لأكثر من ألف سنة مضت. إن هندسته المعمارية المتقنة والقاشاني بديع اللون، بما فيه المدخل البديع المصنوع من الخشب والذي يعود بتاريخه لسلالة القاجار ملك النفوس في ايران.

وتعد زيارة مرقد سيد عبدالعظيم حسيني أحد المقاصد الرئيسية لكثير من المؤمنين. إنه ليس مجرد شاهد قبور؛ بل رمز للحكمة والإخلاص بسبب ارتباطه بالإمام حسن بن علي عليه السلام. تحتفظ هذه المنطقة المقدسة بجسد ابنه عزمه وكريم أخوه شريف وحفيدة الإمام موسى الكاظم رضوان الله تعالى عليهم جميعاً. وعلى الرغم مما اتصل بها من فضائل عظيمة إلا أنها تبقى مفتوحة أمام الجميع لتقديم التعازي والدعوات لهذه الأنفس المباركة.

إن تجولكم وسط أنقاض تلك التحف العمرانية ودروب ذاكرة الزمن الغابر سيستذكر لكم حقائق مؤلمة أيضًا حول الحرب العالمية الأولى وظلم الاحتلال البريطاني للأرض المقدسة للري عام ١٩١٥ م . لكن روح الحياة لن تغيب قط ولن ينسى الناس أصالة وجدارة أهلها الذين حملوا رسالة الصمود بكل اعتزاز وفخر رغم كل الظروف القاهرة .

التعليقات