موقع قصر غمدان الأثري: تاريخ الطراز المعماري الفريد وإنجازات الهندسة القديمة

التعليقات · 1 مشاهدات

يعد قصر غمدان، الواقع في العاصمة اليمنية صنعاء، أحد أكثر المواقع الأثرية شهرةً في الشرق الأوسط. يرجع تاريخ بنائه إلى الفترة اليمانية الأولى التي تمتاز

يعد قصر غمدان، الواقع في العاصمة اليمنية صنعاء، أحد أكثر المواقع الأثرية شهرةً في الشرق الأوسط. يرجع تاريخ بنائه إلى الفترة اليمانية الأولى التي تمتاز بأعمالها المعمارية الرائعة وموادها الجذابة مثل الجرانيت والمرمر. يعد هذا القصر شاهداً على المهارات الهندسية والإبداعية لشعوب منطقة الجزيرة العربية منذ القدم. وعلى الرغم من عدم تحديد دقيق لتاريخ إنشائه الدقيق، إلا أن بعض المصادر ترجّح أنه يعود إلى عهد ملك المدينة آنذاك إيلي شرح يحضب خلال القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد؛ بالإضافة إلى احتماليه أخرى تربطه بسام بن نوح ويعرب بن قحطان كما وردت بالأدبيات التاريخية الإسلامية المبكرة.

تميز تصميم قصر غمدان بتوزيع متقن للأبراج الـ20 المرتفعة بشكل ينفرد به التصميم العربي التقليدي. وكانت كل طبقة منها تفصلها مسافة عشرة أذرع تقريبًا عن الأخرى مما منح المبنى طابعًا ثوريًا هندسيًا لم يكن شائعًا حين ذاك. واستخدم المواد الطبيعية الثمينة كالحجر الجيري والجص وعناصر الزخرفة الداخلية الملونة بدقة عالية. لكن رغم كل هذه التفاصيل الجمالية والمعمارية فقد اختفى أثره نهائيًّا بعد سلسلة طويلة من عمليات الهدم والتدمير التي تعرض لها عبر الزمان المختلفة أسبابها السياسية والعسكرية والدينية.

وفق العديد من الروايات التاريخية، فإن بداية نهاية القصر كانت أثناء الغزو الحبشي لليمن حوالي العام الخامس والعشرين بعد الميلاد وبعد عدة قرون مرة ثانية بموجب قرار سياسي صدر تحت حكم خلافة المسلمين الراشدين خاصة خلال ولاية أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضوان الله تعالى عنه وهناك سبب شهير يدفع لاستنتاج مشاركة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- برؤيته الخاصة حول ضرورة إسقاط رمز القوة والنظام السياسي المحلي old. فقد ترك الأمر علامات فارقة في طبيعة الحكم المركزي الإسلامي الوليد حديثآ وقتئذٍ مواكبآ للتغيرات الجديدة الناجمة عن الفتوح الواسعة للدولة الأموية المستقبلية لاحقا .

اليوم يمكن تتبع تأثير مكان عبادة سابق بهذا الموقع بمشاهداته العامة إذ تحولت أجزاؤه المدمرة جزئياً لأداء الشعائر الدينية وفق منظور جديد للحياة اليومية لسكان المدينة الحديثة مع مرور الوقت وما صاحب ذلك من تطورات اجتماعية واقتصادية واجتماعية أدت لتغير ملامحه الأصلية تدريجيًا حتى اندثر كمعلم حضاري بارز يعرفنا بتاريخ عميق ومعقد لمنطقة الشرق الأدنى بما فيها شمال غرب أفريقيا أيضًا نظرًا لاتصال وثيق لعادات سكان جنوب شبه الجزيرة بأنظمة قائمة مجاورتها مباشرة بالعالم الإسكندري القديم والتي تجسدت تجارب الحياة الإنسانية بكامل تنوعاتها ثقافيًا ودينيًا واقتصاديًا وسلطة حاكميه محلية مستقله ذات يوم .

التعليقات