تُعرف روسيا بأنها العملاق الجغرافي في عالم الدول، وهي الأكبر منها كلها من حيث المساحة. تمتد هذه الدولة عبر ثمانية مناطق زمنية مختلفة، تغطي حوالي 17,125,200 كيلومتر مربع - وهو رقم يفوق حتى مجموع مساحة الولايات المتحدة الأمريكية والصين مجتمعتين! وهذا الحجم الضخم يشكل نحو 11% من سطح الأرض الإجمالي.
ومن الجدير بالذكر هنا التنوع المناخي الهائل داخل حدود روسيا؛ فبينما تشهد مقاطعاتها الشمالية ظروف شتوية قاسية طيلة العام تقريبًا، تتمتع المناطق الجنوبية بمناظر طبيعية متنوعة تنمو فيها الأشجار والحياة البرية بوفرة. وعلى الرغم من موقعها الاستراتيجي الذي يجعلها محاطة بما يقارب ١٤ دولة مجاورة لها، فإن جغرافياها الفريدة تسمح بتشكيل قطاع واسع ومتعدد الثقافات واللغات.
فعلى سبيل المثال، إن اللغة الروسية وحدها تمثل واحدة من أكثر اللغات انتشارًا حول العالم، حيث يتحدث بها ما يقارب ٢٦٠ مليون شخص ليس فقط داخليا بل خارجيًا كذلك. وبينما تعد اللغة الرسمية للدولة بشكل عام، تعترف الحكومة أيضًا بحوالي ٣٥ لغويًّا مختلفَة ضمن إطار الاتحاد الروسي الخاص بكل منطقة. بالإضافة لذلك، تضم البلاد مجموعة كبيرة تتخطى مائة لغة أقلية تُستخدم عادة حسب المناطق المختلفة داخل البلاد.
في الواقع، يُشار إلى روسيا غالبًا باسم "البلاد الآسرة"، نظرًا لتداخلها المعقد بين المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الهادئ والبحر الأبيض والبحر الأسود وغيرهما الكثير. إنها حالة فريدة حقًا تؤكد مكانة روسيا كمملكة الطبيعية العالمية بلا منازع.