الجزر والمدّ ظاهرة طبيعية تحدث لمياه البحار والمحيطات، وتتميز بمرحلتين: المدّ والجزر. المدّ هو ارتفاع مؤقت وتدريجي لمنسوب المياه، بينما الجزر هو انخفاض تدريجي ومؤقت في منسوب المياه. هذه الظاهرة تنشأ من خلال مجموعة من التأثيرات لقوى جاذبية القمر والشمس ودوران الأرض حول محورها.
تتشكل حركة المدّ والجزر بفعل جاذبية الشمس والقمر لمياه المحيطات والبحار. القمر، رغم صغر حجمه، له تأثير أكبر بسبب قرب المسافة بينه وبين الأرض. لذلك، جاذبية القمر هي العامل الرئيسي في حدوث المدّ والجزر. بالإضافة إلى ذلك، هناك عامل آخر وهو قوّة الطرد المركزي الناتج عن دوران الأرض حول نفسها.
يحدث المدّ والجزر مرتين في اليوم الواحد، بمعدل مرة كل اثنتي عشرة ساعة. عندما تمر أجزاء من سطح الأرض أمام القمر أثناء دورته، يحدث المدّ في الأماكن المقابلة للقمر، ثم يحدث الجزر عندما تبتعد تلك الأماكن عنه. يختلف ارتفاع المدّ باختلاف موقع القمر في المدار بالنسبة للأرض والشمس.
في المحاق والبدر، يعلو المدّ إلى أعلى دورته، حيث يكون الشمس والقمر في جزء واحد. كما تبلغ قوّة جاذبية القمر أقصاها في ظاهرة الكسوف عندما يكون القمر واقعاً بين الشمس والأرض، مما يجعل تأثيرهما على الأرض شديداً.
خلال الأسبوعين الأول والثالث من كل شهر قمري، يكون المدّ ضعيفاً، ويعود السبب في ذلك إلى وقوع الشمس والقمر على زاوية يكون رأسها مركز الأرض، مما يعني أن جاذبية الشمس تقوم بتعديل جاذبية القمر.
للحصول على فهم أفضل لظاهرة المدّ والجزر، يمكننا النظر إلى بعض الأمثلة من مناطق مختلفة حول العالم. في محافظة البصرة، على سبيل المثال، تحدث ظاهرة المد والجزر أربع مرات كل ست ساعات في شط العرب، وشط البصرة، بالإضافة إلى السواحل المحاذية للخليج العربي في خور الزبير ومدينة الفاو.
تتمتع ظاهرة المدّ والجزر بأهمية كبيرة في العديد من الجوانب. فهي تساعد في تطهير البحار والمحيطات من الشوائب، وتطهير مصبات الأنهار والموانئ من الرواسب. كما يستغلها الإنسان في تحديد أوقات دخول السفن إلى الموانئ الواقعة على مياه ضحلة. ومع ذلك، يمكن أن تكون خطيرة عندما تكون شديدة ومرتفعة كثيراً.
في الختام، تعد ظاهرة المدّ والجزر ظاهرة طبيعية مهمة تؤثر على منسوب مياه البحار والمحيطات، وتلعب دوراً حيوياً في العديد من العمليات البيئية والاقتصادية.