تُعتبر المملكة العربية السعودية مركزاً استراتيجياً هاماً ليس فقط داخل حدودها ولكن أيضاً فيما يتعلق بدورها البارز في ساحة السياسة الإقليمية لشبه الجزيرة العربية. هذا الدور يعود إلى عدة عوامل تاريخية وجغرافية وسياسية. جغرافياً، تحتل البلاد منطقة ذات أهمية بالغة بين الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، مما يجعلها نقطة وصل رئيسية للتجارة الدولية والنقل الجوي والبحراني. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود مكة المكرمة والمدينة المنورة فيها يعطي لها مكانة روحانية كبيرة لدى المسلمين حول العالم.
سياسيّاً، تتمتع المملكة بنفوذ كبير ومكانة رائدة ضمن مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الأخرى بسبب موارد النفط الهائلة التي تمتلكها والتي تُعد مصدر قوة اقتصادي واستقرار سياسي للمنطقة برمتها. كما أنها تلعب دوراً محورياً في القضايا الأمنية والإستراتيجيات الدفاعية المشتركة للدفاع ضد التهديدات الخارجية.
كما تساهم سياساتها الاجتماعية المستنيرة والحكيمة في تعزيز الاستقرار الداخلي وخلق بيئة مواتية للاستثمار والتطور الاقتصادي، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على الدول المجاورة أيضًا. كل هذه العوامل مجتمعة تدفع دول شبه الجزيرة العربية نحو اعتماد القرارات السياسية المتوافقة مع قيادة الرياض والسعي لتحقيق مصالح مشتركة.
بالتالي، يمكن وصف دور المملكة بالتوجيهي والمؤثر للغاية في تحديد مسارات النمو والاستقرار السياسي للشعوب والدول الواقعة جنوب غرب آسيا.