تقع مدينة الطائف جنوب غرب المملكة العربية السعودية، وتبعد حوالي 120 كيلومتراً عن مكة المكرمة. ترتفع المدينة عن سطح البحر بمقدار 557 متراً تقريباً، وتنتشر على رقعة واسعة بين دوائر عرض طولها "41°13′" شرقاً وخط عرض يمتد من "20°52′" شمالاً. تحدها من الغرب محافظة الكامل، ومن الشمال المدينة المنورة، ومن الشرق كلٍّ من مويه وتربه وميسان، بينما تشترك مع محافظة ميسان وليث في الحدود الجنوبية. أخذت تسميتها الحاليّة إشارةً إلى سورها القديم الذي يعود اسمه إلى "هووج".

للطائف مكانة فريدة ضمن السياقات الدينية والتاريخية للشأن السعودي والإسلامي عموماً. فقد اختارتها رحلة الرسول الكريم مرتين اثنتين خلال مسيرته المبكرة لنقل رسالة الإسلام. لقد كانت إحدى المحاور الرئيسية للدعاية النبوية المنتشرة عبر المنطقة. تتوسط جغرافياً منطقة الحجاز ذات الأهمية الاقتصادية والعمرانية الهائلة بالنظر لما تحتويه أرضها من موارد طبيعية خصيبة كالآبار والمعادن والموارد الحيوانية والثروات النباتية القيمة كعنبها البديع وغيره الكثير مما جعل منها منتجة رئيسية للأطعمة الفاكهية والحبوب والبذور المختلفة وهو الأمر الذي أكسبها لقبتها المعروفة بـ "حدائق الحجاز".

وعلى الرغم من اعتدال المناخ العام للمنطقة إلا أن المرتفعات المرتفعة نسبيا -مثل هدا وشفا- تتمتع بدرجات حرارة أقل بكثير خاصة أثناء شهور الصيف الأكثر سخونة والتي يصل فيها ارتفاع درجة الحرارة داخل المدن الأخرى لأرقام خرافية عند بعض الدول المجاورة. وبذلك تعد واحدةٌ ممن تفردن بتوفير ملاذ هادئ للهروب نحو آفاق باردة نسبيًا بعيدا عما قد تعانيه مناطق أخرى مشابهه للتلك الموجودة هناك بإقليم حجاز هذا العريق بتاريخه وحضاريته المتنوعتين .