تقع محافظة جنين، إحدى محافظات الضفة الغربية الثلاث الرئيسية، في الجزء الشمالي منها بالقرب من الحدود الإسرائيلية. تحتضن هذه المدينة الجميلة سلسلة من التلال الخضراء وترتفع فوق بساتين مثمرة مليئة بشجر التين وأشجار النخيل. وهو ما يعكس جمال الطبيعة الذي تزدهر فيه المنطقة. وقد شهدت جنين عبر التاريخ حركة سكانية متزايدة، حيث وصل تعداد السكان إليها لـ 26,650 نسمة حسب آخر إحصائية أجريت عام ١٩۹۷ م.
تعود أهمية موقع جنين الاستراتيجي لتاريخ طويل ومثير للاهتمام. إذ أنها كانت نقطة عبور رئيسية منذ القدم؛ فهي تقع عند تقاطع طرق بحرية بطول شبه جزيرة سيناء ونقطة اتصال بري بين المناطق الشرقية والشمالية ذات الخصوصية الخاصة بفلسطين أيضًا. لذلك لعبت مدينة جنين دورا هاما خلال الفترات المختلفة مثل عصر الرومان والعصور الوسطى والصليبية وغيرها الكثير مما جعل لها مكانة مميزة في ذاكرة التاريخ العربي والإسلامي بشكل عام والفلسطيني خاصة.
في العهد الروماني كان يعرف المكان باسم "جينا"، ثم تطورت حتى اكتسبت شهرتها كمقر تحصيني أثناء الحكم المملوكي. وكان الأمير تاجار الدوادار مسؤولاً عن العديد من المشاريع التي عززت قدرات الجنود والحامية داخل أسوار البلدة، ومن ضمن تلك التحصينات بناؤه لكرفانات وسرايات عامة فضلاً عن إنشاء حمامات عمومية للاسترخاء والترويح عن النفس لكل المواطنين آنذاك. أما اليوم فقد أصبح هناك مخيم جنين المدمج حديثاً والذي يسكنه حالياً نحو ثلاثة عشَر ألف فرد قرب مركز البلد الرئيسي مباشرةً.
هذه نبذة مختصرة لمحافظة جنين الواقعة شمالي الأراضي الفلسطينية والتي تحظى بتاريخ عريق وثقافة حيّة تجذب الزائرون والسكان المرء وهوي ينعم بمزيجه الفريد من الثقافات المتنوعة والمعالم السياحية الخلابة.