تعتبر مدينة إربد إحدى أقدم المدن وأكثرها ثقافة تاريخيًا في الأردن والعالم العربي بشكل عام. تعود جذور اسم المدينة إلى اللغة الآرامية القديمة "أرادات"، والتي تعني "المكان المرتفع". هذا الاسم يعكس موقع المدينة الجغرافي الاستراتيجي على سفوح جبل عجلون، ما جعل منها مركزاً هاماً للتجارة والتبادل الثقافي منذ القدم.
كانت إربد تحت حكم الرومان فيما بعد، حيث تم تحويلها إلى مستوطنة كبيرة باسم "هيبو ريبوديوس". خلال هذه الفترة ازدهرت الحياة الدينية والثقافية في المدينة، مما أدى لبناء العديد من المعابد والمباني العامة. كما اكتسبت المدينة شهرتها كمركز للتعليم والدعوة الإسلامية في العصر الأموي.
مع مرور الوقت، شهدت إربد فترات صعود وهبوط مثل معظم المدن التاريخية الأخرى. لكن رغم ذلك، ظلت محافظة على هويّتها الفريدة وتراثها الغني. اليوم، تعد إربد موطنًا لمجموعة واسعة ومتنوعة من المواقع الأثرية والمعالم التي تشهد على حضارتها الطويلة وتاريخها العميق، بما فيها قلعة إربد الشهيرة ومسجد النبي هارون وغيرهما الكثير.
إن زيارة إربد ليست مجرد رحلة إلى مكان جميل فحسب؛ بل هي رحلة عبر الزمن لاستكشاف أسرار الماضي واستشراف حاضر مشرق للمستقبل بناءً على تراث غني وممتد لأكثر من ثلاثة آلاف سنة.