تقع مدينة طرطوس الجميلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط الشرقي، وهي تابعة لدولة سوريا العزيزة. تبعد حوالي 250 كيلومترًا شمال العاصمة دمشق، وتفصل بينها وبين لبنان الحدود الدولية بحوالي 30 كيلومترًا فقط. تتمتع طرطوس بموقع استراتيجي فريد يربطها بشبكة طرق رئيسية تربطها بالأجزاء الأخرى من البلاد ومنطقة الشرق الأوسط ككل. إن الموقع المثالي لهذه المدينة جعل منها محطة هامة للتجارة والسفر عبر التاريخ.
إن تعدد أنواع مناخاتها هو ما يزيد من جمال وطابع طرطوس الفريد؛ فعلى سواحلها يمكن للزوار الاستمتاع بالمناخ معتدل دائمًا تقريبًا، بينما تشهد المرتفعات القريبة انخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ خاصةً خلال أشهر الصيف الحارة. هذا التنوع المناخي يساهم بشكل كبير في تنوع الحياة النباتية والحيوانية المحلية ويجعلها وجهة مرغوبة للسياحة والاستجمام.
من الناحية الثقافية والتاريخية، تحتفظ طرطوس بتراث غني ومتنوع تعكس جوانبه المختلفة مواقعها الأثرية العديدة والتي يرجع عمر البعض منها لما يزيد عن ألف سنة قبل الميلاد! هنا، تتداخل حضارات قديمة كالرومانية والبيزنطية مع فترات لاحقة مثل عهد الحملات الصليبية وعهد الأيوبيين والمماليك وغيرهم الكثير لتشكل صورة بانورامية لقصة حياة مليئة بالإثراء الفكري والثقافي. علاوة على ذلك، يعد مينائها الحيوي بوابة حيوية لها وللمدن المحيطة بها مما عزز مكانتها الاقتصادية وساعد على تطوير بنيتها التحتية الحديثة بما فيها مشروع توسيع المطار الدولي لمواكبة احتياجات النقل الجوي المتزايدة لسوريا الشقيقة ومحيطها الإقليمي كذلك.
وفي حين بلغ تعداد سكان المدينة نحو ١٫٥٥ مليون نسمة حتى آخر تسجيل رسمي أجري عام ٢٠١٤ ميلادية وفق إحصائيات وزارة الداخلية السورية فقد ظلت العربية هى اللغة السائدة بكافة أشكال التواصل والحياة اليومية لدى المواطنين الذين يشاطرون الهوية الوطنية الواحدة بكل تفاصيل اختلافاتهم ومعارفهم الشخصية أيضًا ضمن هذا المجتمع العربي الكبير المنفتح جغرافيا وثقافياً أمام العالم خارج حدود الوطن الأم أيضاً . أخيرا وليس آخرا فإن المساحات الخضراء الكبيرة الممتدة لمساحات شاسعة تقديريا ٦٣٪ من مجموع الرقع الأرضية الخاصة بطرطوس تساعد مجتمعا ذو قرى جميلة وفنادق راقية بإضافة عناصر جاذبة أخرى لصناعة الضيافة بالساحل السوري عموما.
