تعد مدينة جدة، الواقعة على ساحل البحر الأحمر بالمملكة العربية السعودية، واحداً من أبرز مراكز الثقافة والتاريخ في البلاد. تتميز المدينة بموقعها الاستراتيجي كبوابة رئيسية للمملكة نحو العالم الخارجي، مما يجعلها ملتقى للثقافات المتنوعة عبر العصور. يعود تاريخ وجود الإنسان في منطقة جدة إلى آلاف السنين، حيث تشير الأدلة الأثرية إلى سكن قبائل قديمة المنطقة منذ القرن الخامس قبل الميلاد. خلال العصر الإسلامي، أصبحت جدة نقطة عبور هامة للحجاج القادمين من الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في نموها الاقتصادي والثقافي.
في العهد السعودي الحديث، شهدت جدة طفرة تنموية واسعة شملت جميع القطاعات، بدءاً من البنية التحتية ووصولاً إلى المشاريع العمرانية الحديثة مثل مشروع كورنيش جدة ومترو الأنفاق. كما حافظت المدينة على مكانتها التجارية العالمية مع تطوير مينائها الكبير والمراكز الاقتصادية الضخمة التي جعلتها مركز جذب للاستثمار المحلي والدولي. بالإضافة إلى ذلك، تحتضن جدة العديد من المعالم التاريخية والأثرية المهمة مثل قلعة متعب وشاطئ الفالوجا وجبل النور وغيرها الكثير والتي تعكس ثراء وتنوع تراث المدينة الغني.
وعلى الرغم من هذه التحولات الحضارية الكبيرة، ظلت جدة محافظة على هويتها الثقافية الفريدة وملامح مجتمعها التقليدية. تعد الحياة الاجتماعية النابضة بالحيوية في الأحياء الشعبية مثل الشاطبي والباز أجواء فريدة تجذب الزوار والسكان المحليين على حد سواء. بينما تقدم المطاعم والمعارض الفنية المنتشرة عبر المدينة نكهة عالمية تضمن إرضاء مختلف الأذواق والمذاقات. إن زيارة جدة هي فرصة لاكتشاف جمال الماضي والإبحار في بحر المستقبل اللامحدود لهذه المدينة الرائعة على شواطئ المملكة الخالدة.
