تُعتبر الرياض، باعتبارها العاصمة السياسية للسعودية، واحدة من أكبر المدن وأكثرها ازدهاراً في العالم العربي. تمتد هذه المدينة النابضة بالحياة عبر مساحة واسعة تصل إلى حوالي 5,961 كيلومتر مربع، وقد شهدت نمواً سريعاً خلال العقود القليلة الماضية. هذا الموقع الاستراتيجي وسعت المساحة عمل على تعزيز مكانتها كمركز رئيسي للإدارة الحكومية والقوة الاقتصادية.
تاريخياً، اكتسبت الرياض أهميتها بسبب موقعها المركزي داخل شبه الجزيرة العربية، تحديداً وسط المملكة العربية السعودية وبالتحديد فوق إحدى الهضاب الرملية في شرق نجد. تتراوح درجات خطوط طول المدينة بين 43 و46 شرقاً، ودرجات عرضها بين 38 و43 شمالاً. ترتفع المدينة نحو 600 متراً فوق مستوى سطح البحر، ما يمنحها المناخ المعتدل واحتمالات الزراعة الغنية.
في السابق، كان لسور الطين حول المدينة دور كبير في الحد من توسعها، لكن سرعان ما تغير الوضع عندما تم هدم السور في العام 1370 هجرياً، مهدت الطريق أمام فترة من التمدد السريع لم تشهد لها مثيل قبل ذلك. اليوم، تعد الرياض موطن لما يفوق 5٫25 ملايين شخص، الأمر الذي يعكس مدى جاذبيتها وكفاءتها كإطار حضري حديث ومتطور.
وعلى الرغم من سرعتها العمرانية الهائلة، حافظت الرياض على بعض المعالم التقليدية التي تكرم تاريخها العريق. يعد قصر المصمك -مشيد باللبن- شاهداً حيّاً على بداية عصر جديد وحالة التحول الثقافية والسياسية التي مرت بها البلاد. برج الفيصلية العملاق -على الرغم من بنائه الحديث- هو رمز عصري للعاصمة الحديثة بينما يشهد جامع الإمام تركي بن عبدالله على الانتماء الديني والتراث الإسلامي للحضر السعوديين.
إن مساحة الرياض ليست مجرد رقم بل إنها قصة تقدم وديناميكية تؤكد قدرة الإنسان على تحقيق إنجازات عظيمة بتضافر جهوده وجهوده المجتمعية.