بلغ عدد سكان تونس حتى مطلع عام ٢٠٢٠ حوالي ١١,٧٢۱,۱۷۷ نسمة بموجب بيانات رسمية وإحصائيات دولية موثوقة. احتلت البلاد بذلك المرتبة السابعة والتسعين عالميًا ضمن قائمة الدول الأكثر اكتظاظا بالسكان برغم قلة نسبة تركيبها للسكان إذ لم تشكل سوى ٠٫١٥% فقط من مجموع سكان الأرض وقتذاك. أما كثافة سكناها فتبلغ نحو ۷۶ فردا لكل متر مربع تقريبًا وهو رقم معتدل نسبيًا مقارنة بدول أخرى مماثلة لها من ناحية المساحات الجغرافية. ونظرًا لتزايد معدلات التحضر لديها فقد شكل سكان المناطق الحضرية نسبة ٧۰٫۱% منهم فيما بلغ مثيل ذلك بنسبة ۳۲٫۸عام للفرد الواحد كمتوسط عمري شامل لأهلها كافة. وتمثل الخصائص الثقافية والديموغرافية جوانب هامة أيضا لدى فهم طبيعة مجتمع تلك الجمهورية شمال أفريقيا المكتنف حدوده شرق البحر المتوسط.
وتتميز موروثاتها القبلية بأن أغلبية 구성اتها الأعراق تنحدر أساسيا ممن عرفوا بالأمازيغ والعرب القدامي إضافة لشوائب وظواهر متنوعة لجأ إليها طالبو اللجوء عبر تاريخ مغامرات بشرية طويلة امتدت قرنا بعد قرن منذ القدم ولغاية اليوم المعاصر المشهود له بالتطور المستمر بلا كلل ولا ملل. ومع تسارع عجلة التاريخ واتساع رقعة رقاع حضارية مختلفة ومتناقضة تماما أدت لهذه النتيجة النهائية فظهر أثر مختلط ومزج متجانس لا يمكن وصفه إلا بأنه بوتقة مصهور تسويات عرقية وثقافية فريدة جعلت منه ملتقى تجمع خيوطه الإنسانية المختلفة تحت سقفه المشترك. وبذلك تصبح تجربة الهوية الوطنية هنا حالة وجود ذات خلفية ترابية مضامينية جذورها تمتد بعمق شاسع داخل أرض الواقع الخام الذي يحفل بسرد قصصه الخاصة وأسباب نشوئها وما صاحبها خلال انتقال دفعات البشر المنتقلين إليه للأبد! وهكذا فإن ملكيتها للإرث العملاق الخاص بتلك الروابط الاجتماعية تعد مصدر قوة رؤية مستقبلية تستند لقاعدة ثابتة مبنية بإخلاص وصبر وجهد جبار. إنها قصة حياة شعب قدم مثال حي لبذور الخير والإشعاع الفكري والحضاري المستدام الآخذ بالإزدهار دائمًا بإذن الله تعالى مهما اشتدت شدائد الدنيا وضنك ظروف الأحوال الجوية المحلية المناخية القاسية والمعايش الأخرى الشاقة كذلك.. ولكن روح المرونة والكرم العربي الأصل الأصيل تغني عنه كيوم الصباح التالي مشرق نور الشمس ودافئة أشعتها الخاطفة للعقول تغسل نظرة الطالع جديد مفاجئات جديدة قد تحمل بشرى خير قادمة إن شاء رب العالمين جل وعلى. إنه قدرة الإنسان المؤمن بالحياة بغض النظرعن الظروف البيئية القاهرة بغض النظر أيضًا...?
