يعد مقام النبي موسى واحدًا من أهم المعالم التاريخية والدينية في فلسطين. يقع هذا المقام في منطقة شرق صحراء يهودا، بالقرب من طريق القدس-أريحا الشهير، وعلى بعد حوالي ١١ كم جنوب مدينة أريحا و٢٠ كم شرق العاصمة الفلسطينية القدس. يتميز الموقع بموقعه الاستراتيجي المهيب حيث يستعرض جمال المنحدرات المواجهة للبحر الميت بشماليه.
يتميز مبنى مقام النبي موسى بتصميم معماري مميز مستمد من التصاميم الإسلامية التقليدية. يتكون الهيكل من عدة طبقات تعلوها قباب متعددة. يؤدي الفناء الكبير - الذي يحده ٢١٤ غرفة - إلى المسجد المركزي والذي يحتضن مئذنته الشهيرة نحو الغرب. وفي قلب ذلك المسجد يوجد المحراب المؤشر باتجاه مكة المكرمة بالإضافة لمنبر الإمامة. بينما تقسم البوابة الخارجية المكان بشكل واضح؛ فتخص الجانب الشرقي بالرجال والآخر النساء.
وتتمثل روعة هذه التحفة المعمارية فيما يمكن الوصول إليه عبر مدخل ثانٍ ملاصق للجناح الرئيس للمسجد؛ إذ يعقب الباب الداخل غرفه خاصة تضم الضريح نفسه المغلف بالأعتاب المقدسة للنبي موسى – أحد أنبياء الإسلام الكرام-. ومن أعلى هيكلها المرتفع تنفتح منظورات خلابة تشمل الوادي والجوار الصحراوي بما فيه من تلول ومآثر قديمة شاهقة.
وقد شغل مجمع مقام النبي موسى دوراً بارزاً كواحدة من مراكز التأثير الديني والثقافي الأكبر بفلسطين منذ الزمن القديم وحتى اليوم الحديث. يرجع تاريخ أول نشأة لهذه التحفة الهندسية لفترة حكم الدولة المملوكية تحت اشراف سلطانها الأشهر "الظاهر بيبرس". أدى اهتمام قائده ذاك بالتاريخ والدين لتأسيس مسجد مقبرة فوق قبر النبي سنة ستمائة وثمانية وثمانون للهجرة قبل توسيع المشروع لاحقا ليدمج برج مراقبة مع مرور الوقت وخلال القرن التاسع الهجري تحديداً. استمرت عمليات الترميم والتوسعات حتى عصر الحكم العثماني حين تولى مهندسون موهوبون مثل آل حسين بن علي بن نمر مهمة إعادة افتتاح المركز وفق رؤاهم الحديثة للحفاظ على روح الانتماء والعراقة العربية والإسلامية المتواصلة بهذا الموقع الخالد عبر القرون المختلفة .
تنقسم أرض المقاصد السياحية والأراضي المحيطة بالمقام لأربعة جوانب مستقلة كل منها له امتداداته الخاصة : فالشمالية تطول لمسافة قدرها٧٤متراً ، الشرقية تسجل٦٨متر و الجنوبية خمسة والخمسون ماباقِهما للغربه التي بلغ عرضها ذروتها عند سبعين متراً كاملاً وبشكل مشابه للشكل الرباعي منتظم .جميع تلك الحوائط مصنوعة بجودة عالية باستخدام حجر رملي أصيل يصل تعداده لطلاث صفوف سقفيه كان ابرزها طبقه الاساسي والسطح الخارجي اضافه لجناحه الاولويات المعلنه .
