تقع محافظة الداير بشكل استراتيجي بين سلاسل الجبال الشرقية لسلسلة جبال طوروس وساحل البحر المتوسط الغني بالثروات الطبيعية والمواقع الأثرية التاريخية العريقة التي ترجع إلى آلاف السنين. تعد هذه المحافظة إحدى أهم المحافظات في سوريا من حيث الموقع والاستثمار الاقتصادي والثقافي. تتميز محافظة دير الزور بتنوعها البيولوجي الفريد والمعروف عالمياً، مما يجعلها وجهة جذابة للسياح الباحثين عن الهدوء والتاريخ والتراث العربي القديم.
تشتهر مدينة دير الزور القديمة بتاريخها العريق ومعابدها الرومانية الشهيرة مثل معبد بل وهرقل وألفونسينا. كما تحتضن المدينة العديد من المواقع الإسلامية ذات الأهمية الروحية والدينية كمسجد النوري الكبير وجامع النبي شعيب عليه السلام. بالإضافة لذلك، فإن منطقة الجزيرة شرق نهر الفرات غنية بمزارع النخيل الواسعة والتي تعتبر مصدر رزق رئيسي للسكان المحليين وللموسم السياحي أيضاً خلال موسم الحصاد السنوي للتمور الطازجة والعسل البلدي المنتج محليا.
في الجنوب الشرقي للمحافظة تكمن واحة علوك، واحدة من أجمل المناطق الصحراوية بالمملكة العربية السعودية سابقاً. تضم الوادي مجموعة متنوعة من النباتات والحياة البرية، فضلاً عن الآثار الفرعونية والإسلامية المنتشرة حولها والتي تشهد حضارات قديمة مرت عليها عبر الزمان.
وتعد حديقة شجرة الحياة الوطنية مثال آخر للتوازن بين جمال الطبيعة وغنى الثقافة؛ فهي مكان مقدس بالنسبة للأقباط المسيحيين وموقع أثري هام يحكي قصة رحلة الميلاد حسب الكتاب المقدس وينفرد ببركة المياه المعدنية الشافية بطبائعها العلاجية.
ومن الناحية الاقتصادية، تعتمد محافظة الداير بشكل كبير على زراعة القطن وزيت الزيتون وإنشاء مصانع لإنتاجهما وصناعة الملابس الجاهزة وغيرها من الصناعات التحويلية الأخرى المرتبطة بهاتين السلعتين الرئيسيتين المصدرتان دوليًا. بينما يتم التركيز حالياً على تطوير قطاع السياحة بشكل خاص بدعم الحكومة ومتداولي العقار للاستثمارات الجديدة وبرامج رفع مستوى الخدمات السياحية بما يشمل فنادق ومنتجعات جديدة وخطوط نقل عامة أكثر فعالية وكفاءة لتسهيل الوصول لهذه المناطق السياحية الرائجة.
وفي المجال الاجتماعي، تسعى محافظة دير الزور لتعزيز قيم المجتمع المحلي وإقامة مجتمع مدني نشيط يساهم في رفعة المنطقة ويتشارك المساعي المشتركة نحو تنمية مستدامة شاملة لكل أبنائها بغض النظر عن دينهم أو خلفية اجتماعية واثراء مفهوم الوطن الجامع لهم جميعا بلا تمييز.
