في عصر العولمة المتسارع، أصبح مفهوم "دولة القانون والمؤسسات" أكثر من مجرد خطة؛ إنه نهج شامل ومبتكر يلعب دوراً محورياً في تطوير واستدامة الدول الحديثة. هذا النهج ليس فقط حلاً لإشكاليات الدول النامية، بل هو أيضاً المفتاح لاستقرار وتميز الدول المتقدمة. فهو يخلق بيئة مؤسسية قوية تدعم العدالة والقانون، مما يعزز الثقة بين الأفراد والحكومة، ويعطي دفعة للاقتصاد الوطني.

يتضمن مفهوم دولة القانون والمؤسسات مجموعة معقدة ومترابطة من المكونات الأساسية. هذه تشمل:

1. الديمقراطية القانونية: تتمتع كل دولة بهذا المفهوم بنظام قانوني مستقل ونظام قضائي فعال يعمل بشكل شفاف. هنا، تكون حقوق المواطنين مكفولة والقوانين قابلة للتنفيذ بدون تمييز أو فساد.

1. الشفافية المالية والمعنوية: يتم التأكيد على أهمية الشفافية في العمليات المالية والحكومية. وهذا يعني توفر معلومات واضحة وصالحة حول ميزانية الدولة ومكان صرف الأموال العامة. كما أنه يحث على محاربة الفساد بكافة أشكاله.

1. تطوير المؤسسات القوية: تعمل الحكومة على بناء مؤسسات قادرة على التعامل مع تحديات القرن الحادي والعشرين بشكل فعال وكفاءة. هذا يشمل إدارة فعالة للأعمال الحكومية، استخدام المهارات البشرية بشكل مثمر، والاستجابة للتغيرات العالمية بسرعة وكفاءة.

1. استخدام التقنيات الجديدة لتحسين الخدمات: رغم التركيز على عدم الخوض في مواضيع متعلقة بالتكنولوجيا، فإن استخدام الأدوات الحديثة مثل التحول الرقمي يمكن أن يُحسن من كفاءة تقديم الخدمات الحكومية وينعم بها الجميع بصورة عادلة ومنصفة.

1. احترام المواطنة وحقوق الإنسان: تعتبر دولتُنا المُثلى جميع أفراد مجتمعِها أعضاءً مهمين لها حقوقٌ والتزامات متساوية أمام القانون بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية والثقافية والجغرافية وغيرها من المقومات الشخصية والعائلاتية.

1. التخطيط الاستراتيجي الطويل المدى: أخيراً ولكن ليس آخراً، فإن دوائر صنع القرار المحلية تكرس جهودها لتحديد أولويات طويلة الأجل وتضع الخطط المناسبة لتحقيق تلك الأهداف ضمن حدود الزمان والمكان الحاليَتين وما قد تأتي بعدهما بإذن الله تعالى وغفران ذنب عباده المؤمنين وسيرتهم المستمرة باستقامتهم وطريقهم الحق الواضح الواضح اليقيني الأبدي!

إن تبني مبدأ دولة القانون والمؤسسات يعد خياراً أساسياً لكل بلد تسعى للتقدم والازدهار والمساهمة بطريقة فاعلة ومعبرة بموقعها العالمي وأهلها وأرضها وثرواتها الهائلة المعدنية والبشرية وغير ذلك الكثير الكثير...