دولة قطر، الواقعة في قلب المنطقة العربية، تشهد نمواً ديمغرافيا مهماً يعكس التنوع الثقافي والاقتصاد الحركي. بحلول نهاية عام ٢٠٢٢, بلغ تعداد سكانها حوالي 2,9 مليون نسمة وفق تقديرات هيئة الإحصاء القطرية الرسمية. وهذا الرقم يشمل كلا من مواطني الدولة الأصلين بالإضافة إلى المقيمين الذين يجذبهم اقتصاد البلاد الناجح بشكل خاص في قطاع الطاقة والمالية.
يتوزع هؤلاء السكان بمعدل تركيز مرتفع جداً في العاصمة الدوحة حيث يقيم نحو ٨٥٪ من مجموع السكان. لكن رغم ذلك، تحتل المدن الأخرى دوراً هاماً في الحياة الاقتصادية والثقافية للدولة. مثلاً مدينة الوكرة تعد مركزاً تجاريًا مهمًا للسكان المحليين وعموم العرب المقيمين هناك.
على مستوى التركيبة الاجتماعية والدينية، فإن الإسلام هو الدين الرسمي بدولة قطر، وهو دين غالبية السكان المؤكد. بينما هناك أيضا مجتمعات مسيحية وهندية صغيرة ضمن التركيب الاجتماعي للبلاد.
أما بالنسبة للتوزع العرقي فهو يعكس واقع كونها محطة جذب للأعمال، إذ يشكل غير القطريين حوالي ٩٤٪ من عدد السكان حسب بيانات وزارة البلدية والبيئة. بين هؤلاء تنوع واسع؛ فالهنود هم الأكثر عدداً خارج أبناء الوطن بحوالي ١٧٪ من التعداد العام، يليهم باكستانيون بنسبة تقارب الـ١٦٪، ثم يأتي الإيرانيون والإنجليز وغيرهم ممن يعملون أساساً في مجالات الهندسة والاستشارات المالية وغيرها الكثير مما تحتاج إليه بيئة الأعمال في الدولة.
وتجسد دولة قطر قصة نجاح اقتصادي ملموس للغاية عبر التصنيف العالمي لمستويات المعيشة المرتفعة لديها والذي يصنفها ضمن فئة "مرتفع جدًا" وفق مؤشر التنمية البشرية بالأمم المتحدة. هذا التعزيز المستمر للحياة الاقتصادية أدى لتوفير فرص عمل متنوعة اجتذبت العديد من الأفراد ذوي المهارات المختلفة حول العالم بما يناسب متطلباتها الحديثة سواء بالتكنولوجيا أو البنية التحتية الطموحة للتطور العمراني والحضاري.
وفي سياقات مختلفة تماماً تعني جغرافياً ومناخياً، تمتاز دولة قطر بشبه الجزيرة الواقعة وسط ساحل الخليج الغربى والتي تربطها بجمهورية مصر العربية جنوباً، ودولة الكويت شرقاً، وأخيراً السعودية غرباً أيضاً. تغطي تضاريسها الداخلية مجموعة متنوّعة تبدأ بتكوينات جغرافية كالسفوح المنبسطة والجبال الصغيرة التي تخطف النظر مثل تلك الموجودة بجبل فويرط شمالاً وجبل دخان غرباً -بالإضافة طبعاً لوجود مداخل مياه بحرية فريدة تزخر بالحياة البحرية ونظمها البيئية الخاصة داخل المياه الضحلة تحديداً.
وأخيرا وليس آخرا، تستعرض الدراسة السياسية لدولة قطر سيرورة التحولات الحكومية منذ الاستقلال حتى عصرنا الحالي وما ترتب عليها من تحالفات عالمية وتعاقب الزعامات القطرية المنتخبة خلال فترة قصيرة نسبيًا بالمقارنة بسائر البلدان العربية المطلة كذلك على شواطئ الخليج.