مدينة تبليسي جوهرة تاريخية وثقافية في جورجيا

التعليقات · 0 مشاهدات

تبليسي، عاصمة جورجيا وموطن لأكثر من مليون نسمة، تحتضن موقعًا استراتيجيًا يجمع بين أوروبا وآسيا، مما منحها مكانة هامة كممر حيوي لتجارة المنطقة منذ قرون

تبليسي، عاصمة جورجيا وموطن لأكثر من مليون نسمة، تحتضن موقعًا استراتيجيًا يجمع بين أوروبا وآسيا، مما منحها مكانة هامة كممر حيوي لتجارة المنطقة منذ قرون. تأسست هذه المدينة الخلابة في القرن الخامس الميلادي، وحظيت بمكانة خاصة عبر التاريخ كونها العاصمة لعدة ممالك جمهوريات حكموا جورجيا.

وتتمتع تبليسي بموقع مميز على مرتفع يصل ارتفاعه إلى ٤٩١ متراً فوق مستوى سطح البحر، وتتخذ شكل هلال عند ملتقى نهري كورا وكوارالي، الأمر الذي يعطيها جمالية طبيعية فريدة. يعد هذا الموقع نقطة انطلاق مثالية للاستكشاف الثقافي والتاريخي، حيث تعرض مبانيها المحافظة على فن العمارة المتنوع عبر الزمان مثل الرومانسك والقوطي والكلاسيكي والحديث؛ ما يعكس عمق الماضي الغني لهذه المنطقة وشعبها.

وفي حين توفر تبليسي لمحبّي الفن والثقافة مجموعة رائعة من المعروضات الفنية والمعارض الفنية والمعارض الحرفية التقليدية، فإن دورها الريادي في قطاعي التعليم والصناعة ينال اهتمام السكان المحليين والسائحين على حد سواء. الجامعات عديدة ومتخصصة، بما فيها جامعتها الحكومية الشهيرة ومعاهد التدريب المختلفة الأخرى، تساهم بشكل فعال في النشاط العلمي وبحث العلم الدقيق والإبداع الفكري داخل حدود البلد وخارجها أيضًا. كما تعد مدينة الصناعات التحويلية الرئيسية في الدولة بخاصة قسمَي الإنتاج الإلكتروني والكهروميكانيكي وأنظمة المعدات والأجهزة المعدنية وغير ذلك بكثير.

ومن أهم المقومات السياحية التي تدعو للسفر إلى هنا مجمع "Narickala" الترفيهي والجسور المعلقة ومواقع التسوق الحديثة وسط الطابع العمراني القديم وإن صح التعبير العتيق للحياة اليومية بجدرانه وما بها من آبار وحدائق وزخارف فسيفساء ملونة برونزية كذلك أماكن عبادة متنوعة كالكنيس اليهودي وجامع محمد أمين خان المسلم بالإضافة إلى كنيسة المسيح الموحدية وآخر ذكر لها مطلع الثورة البلشفية عام ١٩٠٥م عندما اتخذتها سلطات الاتحاد السوڤيتي آنذاك مكتباً لإدارة أعمال تلك الفترة الانتقالية السياسية المضطربة نسبياً والتي امتدت حتى الثلاثينات المبكرة تقريبا.. وبعد مرور قرن ونيفٍ تستقبل محطة المرور هذه ملايين أفواج زائرين سنوين يستمتعون بروعتها وعظمة تأريخيتها وفرادتها الطبيعية والفكر الإنساني المنبعث منهما جميعاً!

ولعل أكبرها شهرة ميدان الحرية وهو الرئة المركزية للعاصمة إذ يقصدونه عامة الشعب ويلامس فيه الوافدوْن أجواء البهجة والاسترخاء جنباً الى جنب مع نخبة المغنين والشعراء الذين يجلسون بالقرب منهم يتغنون بحلاوة لحن الحياة الجميلة ويطلقون أنساب أغاني الحب والعشق للأرض الأم وللوطن العزيز!!

التعليقات