تعد إمارة دبي أحد أكثر النواحي الحيوية والمبهرة للإمارات العربية المتحدة بفضل تنوعها الاقتصادي ونموذجها العمراني الفريد. مع التركيز الكبير على الاستثمار في البنية التحتية والتطور الصناعي والسياحي، شهدت المدينة نموًا ديموغرافيًا ملحوظًا خلال العقود القليلة الماضية. يمثل سكان هذه الإمارة الغنية بتاريخها العريق ومستقبلها الواعد جزءًا أساسيًا من قصتها الناجحة.
وفقاً لأحدث البيانات الرسمية الصادرة عام ٢٠٢١، بلغ عدد السكان المقيمين بدبي حوالي ٣,٤ مليون نسمة، مما يعكس الزيادة السكانية السنوية التي تقدر بنسبة ١٪ إلى ٢٪ منذ بداية القرن الحادي والعشرين. هذا الرقم ليس فقط مؤشرًا للنمو الديموغرافي ولكن أيضا دليل قاطع على جاذبية دبي كوجهة للعيش والعمل والاستثمار.
لقد ساهم الموقع الجغرافي الاستراتيجي لدبي بالإضافة إلى سياسة الأبواب المفتوحة أمام مختلف الثقافات والأعمال التجارية العالمية بشكل كبير في جذب هذا النوع من العمالة الدولية والإقامة المؤقتة والرخص التجارية. كما لعبت المشاريع العملاقة مثل مشروع "برج خليفة"، أول وأعلى برج في العالم، ودائرة دبي الملاحية، واحدة من أكبر محطات الشحن البحرية بالعالم، دوراً محورياً في تعزيز مكانة دبي عالميًا وجذب مزيد من الناس إليها.
وتظهر الدراسات أيضاً أن معظم سكان دبي هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15-64 سنة، وهو دليل آخر على قوة اقتصاد العمل هناك وتوفير فرص التعليم والتوظيف المناسبة لهذه الفئة العمرية. الجدير بالذكر كذلك هو الانتشار الواسع للمهاجرين ضمن المجتمع الدبيوي حيث يشكلون نسبة كبيرة قد تصل إلى ثلاثة أرباع مجموع السكان حسب بعض التحليلات الديموغرافية.
ومع كل ذلك فإن الحكومة المحلية لم تغفل الجانب الاجتماعي والتنموي للسكان فقد قامت بتنفيذ العديد من السياسات والبرامج الرامية لتحسين نوعية الحياة والصحة العامة وتحقيق الانسجام الاجتماعي عبر دعم المؤسسات الخيرية وبرامج رعاية المسنين والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها الكثير.
وبالتالي، تعتبر دبي مثال حي لمدينة متجددة ديناميكية قادرة على الجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل بكل نجاح وبراعة، وقد كان ولادة وإدارة هذا الكم الهائل من البشر أحد أهم مصادر ثرائها وحكمتها وكفاءتها العملية اليوم وغداً بإذن الله تعالى.