تقع جزر الأميرات، أو "Adalar" كما تعرف محلياً، مباشرة قبالة ساحل إسطنبول الغربي في بحر مرمرة. تتكون هذه الجنة البحرية من تسع جزر رئيسية - يُطلق عليها اسم "الأميرات التسع" - ولكن الأربع الأكبر هي الأكثر شهرة للسياحة. تضم كل واحدة منها كنوزاً فريدة تضيف إلى جمال المنطقة.
أولاً تأتي جزيرة بويوكادا ("الكبرى")؛ فهي الأكبر حجماً وموقعها موقع استراتيجي جعل منها مركز جذب للسائحين منذ القرن التاسع عشر الميلادي. تمتلك بويوكادا سحر خاص يعود إلى وجود المباني الفيكتورية والكنائس الأثرية والحدائق الشهيرة مثل حديقة يورشيلار التي تقدم منظراً خلاباً لبحر مرمرة والبحر الأسود عبر مضيق البوسفور.
ثم هناك جزيرة هيبراداسي ("الخارجة")، المعروفة بشكل أساسي بسكانها الذين يعمل معظمهم في مجال الأمن البحري. رغم عدم شعبيتها كغيرها من الجزر، إلا أنها تحظى بطابع ريفي جذاب مع مطاعم تقليدية وحياة برية متنوعة.
أما جزيرة بروغاذا ("الحصينة") فتشتهر بأسوارها القديمة ومتحف المدينة الذي يحتوي على قطع أثرية تعكس تاريخ المدينة المتنوع. هنا يمكن للمتحف الزائرين الاستمتاع بتاريخ وثقافة المجتمع التركي عبر قرون عديدة.
وفي الجنوب الشرقي تجد جزيرة كيناليادا ("الحناء"). كانت هذه الجزيرة موضع اهتمام الملك عبد الحميد الثاني حيث كان يستخدمها كوطن له أثناء عزلته بعد الحرب العالمية الأولى. حاليًا تشكل متنزهًا طبيعيًا رائعًا يتميز بمجموعة غنية من النباتات النادرة والثروات البحرية الملونة.
بالإضافة لهذه الجزر الرئيسية، يوجد خمس جزر صغيرة أخرى متفرعة حول الجزر الكبرى: سيرديك آدا ("جزيرة كوبا"), يسيكا آدا, شاربك آدا, چايلیكا آدا (أو ملعقة), وكوبيرليك آدا. توفر كل واحدة من هذه الجيوب الصغيرة فرصًا رائعة لاستكشاف الحياة البرية البرية والهادئة.
تستقبل جزر الأميرات أكثر من مليون زائر سنويًا نظرًا لمزاياها العديدة بما فيها الهواء المنعش، وسواحل نظيفة، والنقل التقليدي باستخدام العربات والخيل والدراجات الهوائية بدلاً من السيارات مما يخلق جوًّا حميميًّا وصديقًا للأرض. يعد موسم الصيف الوقت المثالي لزيارتها بينما قد يشهد الفصل الشتوي ظروفاً جوية أقل رحمة تبدو أحياناً مخيفة بشدة الثلوج والعواصف الرعدية. ومع ذلك فإن جاذبية التجربة المغامرة تجعل الكثير يرغبون بمحاولة التجربة حتى عند المواجهة مع الظروف الجوية القاسية!
يمكن الوصول إلى جزر الأميرات عبر خدمة العبارات المنتظمة التي تربطها بإسطنبول بشكل منتظم طوال العام. إنها حقاً وجهة تستحق المشاهدة لكل من يريد الانغماس في روعة التاريخ الطبيعي والتراث الثقافي الضخم لإسطنبول!