تقع الحفيرة في عمق صحراء نجد، إحدى مناطق المملكة العربية السعودية الخلابة والمعروفة بالقوة الثقافية والحياة البرية الغنية. تعتبر الحفيرة جزءًا أساسيًا من محافظة الدوادمي، الواقعة غربي العاصمة الرياض، وتمتد عبر تضاريس بديعة تشكلتها يد الزمن. تمتد رقعة الأرض هذه لتغطي مساحة واسعة تحتضن تاريخًا ضاربًا في القدم يعكس حياة قبائل البادية القديمة وحكايات الرحالة الذين اجتذبتهم موارد المياه بوفرة هنا.
على المستوى الجغرافي، تبرز الحفيرة كجزء رئيسي من "درع العرب" الشرقي - وهو مصطلح جيومورفولوجي يشير إلى سلسلة مرتفعات قديمة تغطي معظم شرق شبه الجزيرة العربية. يمكن اعتبار موقعها الاستراتيجي نقطة عبور بين طرق التجارة الرئيسية وطرق حجيج الماضي مثل الطريق القديم لحج بيت الله الحرام باتجاه محافظة الدوادمي. مما يجعلها محور حركة مرور حيوي منذ زمن طويل قبل ظهور شبكات المواصلات الحديثة.
وتفصلها عن مركز المحافظة مسافة قصيرة نسبياً تقدر بحوالي 84 كم نحو الشرق الجنوبي، بينما تبعد حوالي 24 كم فقط عن الحدود مع طريق الحج التاريخي المتجهة ناحية الغرب. وفي المقابل، ترتبط بشكل مباشر بتلك الشبكة المرورية الجديدة المتمثلة بطريق الملك عبد العزيز الدولي المعروف باسم "الطريق السريع"، ولكن مع فارق كبير يصل لعشرات الكيلومترات عندما نتوجه شمالا حيث تمر خطوط الاتصال الجديدة.
تشتهر الحفيرة بمزيج فريد من المناخ الصحراوي والقاري، وهي سمات مميزة لنظام طقس نجد تحديداً. خلال أشهر الحر القصوى، تخترق أشعة الشمس حرارة ساحقة تجاوز مؤشرات حراراتها حاجز الأربعين درجة مئوية بكثير. وعلى الجانب الآخر تمامًا، يتميز فصل الشتاء هنا بانخفاض مفاجئ ونادر في درجات الحرارة لينزل الرقم السلبي قليلا ليصبح أقل من أربع درجات مئوية بسبب ارتفاع المدينة فوق مستوى سطح البحر بالإضافة لقربها جغرافيا من هضاب البلاد المرتفعة بالفعل.
أما بالنسبة لشريان الحياة الحيوي لهذه البيئة فهو نهري "وادي جهام" المعروف أيضًا بلقب الوادي الرئيسي إضافة لواديه الفرعية العديدة. وانطلاقاً منهما ينقسم المشهد الطبيعي للأرض نصفين ويتواصل نزولا وخارج حدود المدينه متجها غربا لعبور بعض العقبات الجبلية الصغيرة وصولا لسفح جبل حميان الشهير ثم مواصلة رحلته تجاه البحر الأحمر أخيرا. أما فيما خص الجزء المواجه لها شرقا فتتراوح تصنيفاته مابين الخصوبة والجفاف حسب موسم سقوط الامطار وكذلك حالة التربة المغذيه للنباتات المحلية المنتشره بكثافه.
ومن ضمن قائمة الأعشاب والأزهار المتنوعه المتوافره بصورة منتظمة سواء بودند دائمه التشابه طوال العام مثل عشب الرمث والثحل وحتى المنقطعه ظهوراً الموسمية والتي تستيقظ فور هطول قطرة مطر واحده أول السنة ومن بينها :العجل ،القلف ،الدلق ،الثمام,السوارق وغيرهم الكثير منهم انواع ناديه إلا أنها تحافظ علي مكانتها كمصدر رزق موروث للسكان و رمز ثقافي يحكي قصة ارتباط الإنسان السعودي العريق بالأرض وعناصر طبيعتها المتغيرة باستمرار .