تُعدُّ محافظة سكاكا واحدةً من المحافظات الرئيسية بالمملكة العربيَّة السعوديَّة، مُرتکزة فی قلب منطقتِها المعروفة بمنطقة الجوف شمال العاصمة الرياض. تُغطی المساحة الشاسعة لهذه المنطقة نحو ١٠۰ کلم² بحسب التقسيمات الحديثة, فيما بلغ عدد السكان حوالي ٢٤۲ الف فرد وفق آخر احصائية رسمية صادرة سنة ۲۰۱۰م . أكثر ما يلفت النظر حول هذه الوجهة السياحية المتنوعة هو تشابهها مع تاريخ وحضارتَيْن نبغتا عبر العصور المختلفة عبر أرضها الغنية بالتاريخ والحكمة ؛ فعلى مر العقود مضت قبائل وعائلات مختلفة لتؤسس مجتمعاتها هنا ، ومن ثم استمرت بعد ذلك محتفظة بروح تلك الفترة التاريخية حتى يومنا هذا!
إحدى أهم مناطق الجذب السياحي والأثرية داخل حدود سكاكا الشهيرة هي منطقة "جبل قارة المزاد"، والتي تبعد فقط ست كلوامترات شرق الضاحية والمعروفة باسم لقائط. هناك ترى نقوشاً ونقوشاً أخرى تركتها حضارة النبط القدماء قبل آلاف السنين، بما في ذلك رسومات ومشاهد بطابع عسكري يعكس دورهم الكبير حينها كمقاتلين ماهرين تحت رايات ملوك مثل الملك الحارث وأتباعه أمثال ملك الثانية ملكهم المؤتمن. أما إذا اتجهت جنوب غرب المدينة قليلا فسيكون أمام عينيك مشهد رصيف طویل من الأعمدة الهائلة المصنوعة أساساً من الأحجار الرملية -الأعمدة التي تسميتها بالسكان الأصليين بالأعلام وتعرف أيضاً بالعربيد-. ترتفع هذه المنصة المرتفعة فوق مستويات الأرض الطبيعية بمجموعتين مستقرتان بالقرب منها لكل منها ثلاث الي سبعة أعمدة شاهقة تسير جنبًا إلي جنب، ولا يمكن إلا ان تستشعر إبداعات الماضي عندما تنظر بإمعان لمنظور التصميم الهندسي المبهر لعظمة الأعمال اليدوية بكل تفاصيلها الدقيقة وما تحملة من دلالات أخلاقية كثيرة ومعاني فلسفية متنوعة.
وفي دارسة معمقة للنظام الدفاعي الخاص بتلك الحقبة الخالية فقد تم اكتشاف أحد التحصينات الأقوى الموجودة وتمثل برج مراقبة حصينة بجوار الحدود الشمالية للعاصمة بنفس الاسم بكلمةexact:" قلعة زاالعبل". تقع القلع فوق هضبة مرتفعات شاهقة عصبياً ومتصلة بسكة مميزة تؤدي مباشرة للقمة ذات المدخل الرئيسي والمكوَّنة بدورها بدورات مكونة من حوائط إسمنتية وحجرية مزودة ببروزاته خاصة تحيط بها أربع مخارج عالية الترتيب للدفاع ضد اي مهاجم محتمل وضمان سلامته. بالإضافة لذلك يوجد داخل حرم القطعة الثقافية الخاصة بنا بئران مياه محفوظتان للحفاظ عليهما منذ القدم وكذلك تنظيم استخداماتهما المستقبيلة للاستخدام اليومي سواء للسقي والاستعمالات المنزلية الأخرى المغلقة تماما خارج دائرة روتين حياة البشر العادي نظرا لما لها من ارتباط مباشر بصحة المجتمع وسير الحياة العامة داخله.
