تستر، المعروفة أيضًا بشوشتر، هي مدينة ساحرة تقع في قلب محافظة خوزستان الإيرانية، تشتهر بإرثها الزراعي الطويل وغنى ثقافتها المرتبط ارتباطًا عميقًا بتاريخها القديم. تعكس أسماء هذه المدينة تطورات حضارتها عبر العصور؛ فقد عرفتها كتب التاريخ الأولى باسم "إدمدن"، بينما اتخذت اسم شوشتر خلال الفترة الفارسية تقديرًا لعظمة مجاري المياه فيها. يعود ظهور هذه المدينة الرائعة إلى عهد السلالة الساسانية حينما امتلأت أرضها بالمباني الضخمة والجسور العملاقة والخزانات الملئية بمياه الأمطار الغزيرة لتوفير احتياجات السكان وموارد ري محاصيلهم المتنوعة.
ازدهرت تستر أكثر تحت حكم روما إذ بنت سدّاتها وصوّرت جماليات المشهد الطبيعي برسومات هندسة جسورها البديعة خاصة جسر النهر العظيم -جسر كارون. لكن سرعان ما انقلب حظوظ الحياة لصالح الفرس الصفويين الذين دمّروا القلاع والقلاع الصغيرة وسقط الرومان أمام انتصارهم المدوي وهجرتهم اللاحقة للمنطقة. ورغم ذلك ظل الفرس يهيمنون لفترة طويلة قبل أن يأتي الإسلام ويغير مجرى الأمور تمامًا بدخول جيوش المسلمين برئاسة أبي موسى الأشعري لتحرير المنطقة ومن ضمنها تستر عام 7 هـ/7 كالاندري بناءً على سجلات المؤرخين آنذاك. هنا تم أسر هرمزان حاكم الأخواز وكبير قادتها العسكرية وهو الحدث الذي أنهى حقبة كاملة واتجه نحو مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والمآثر الإنسانية.
وتمتد حدود مدنية تستر لأكثر من ٢٤٣٦ كيلومتراً مربعاً,مع تغييرات موسمية ملحوظة بين درجات حرارتها الصيفية المعتدلة وشبه المنخفضة نسبياً أثناء فترة البرد الشديد. تضفي تضاريس الأرض عليها طابعًا مميزاً بمساحاتها الواسعة جدًا ذات المستويات المتفاوتة بما يشمل الصحراء والسافانا والحمراوات شديدة الانحدار مثل جبل زاگروز الشهير الواقع مباشرة خلف الوادي المغطى بالعشب والأزهار الجميلة المعروف بوادِي فاضِلك لينتهِ إلى نهايتَه بسهل الخوزستان الفريد ذاته. بالإضافة لنهر كارون الذي يقسم المدينة الثلاث أقسام رئيسية متجانسة بعض الشيء وسط توافق غريب بين الماضي والحاضر يغلف كل مكان هناك .
تنوعت مهنة أهل تلك الناحية فتارة تجدهم يعملون بالأعمال اليدوية التقليدية وبصورة أخرى يتمسك البعض منهم بالحلال الربيعي كون مساحة البلاد خصبة بشكل خاص لزراعة محصول السكر سواء كان للاستخدام الشخصي أم التجاري أيضا ،كما يوجد الكثير ممن يكسب رزقه اليومي من مصنعيهUGAR المصمم خصيصًا لإنتاج منتجات مختلفة مصنوعة أساسًا باستخدام عصائر النباتات السكرية المحلية فقط دون غيرها وبعد استخلاصه منها تكون المنتوج النهائي أغلى سعرا بكثير وقد اكتسب شهرة واسعة بجودة أعلى نسبيا بسبب شهرتها العالمية الآن كذلك . أما بالنسبة لمستقبل الأطفال فهو مضمون بلا شك وذلك نتيجة لبرامج التربية والدعم التعليمي المتوفر لديهم والذي يشجع جميع أفراد المجتمع اﻷطفال والشباب والكبار علما بأن اللغة المستخدمة الرسمي بها هيا الفصحى الايرانيه ولكن بنسبة أقل يمكن استخدام اللغة العربيه ايضا نظرًا للتاريخ المشترك بين البلدين. لذلك فإن مجتمع شوشترا كما يسمونه شعبيا يحافظ بكل فخره ونبل أخلاقي عالٍ علي ممتلكاته الثقافية وماضي عظيمه التاريخية وما تركوه لنا آبائنا واجدادنا كجزء مهم للغاية للحفاظ عليه للأجيال المقبلة!