موقع مدينة السويداء: قلب جبل العرب وسوريا الجنوبية الشرقية

مدينة السويداء هي إحدى المدن الرئيسية في الجمهورية العربية السورية، وتتميز بموقع استراتيجي فريد يجعلها نقطة جذب هامة للسياحة والاستثمار الزراعي والتار

مدينة السويداء هي إحدى المدن الرئيسية في الجمهورية العربية السورية، وتتميز بموقع استراتيجي فريد يجعلها نقطة جذب هامة للسياحة والاستثمار الزراعي والتاريخي. تقع هذه المدينة الرائعة في الجنوب الشرقي لسوريا، تحديداً على بعد حوالي 128 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة دمشق. تمتاز السويداء بطبيعتها الخلابة التي تتوسط سلسلة من المرتفعات الجبلية والصخرية، مما يمنحها ارتفاعاً ملحوظاً فوق سطح البحر تجاوز حاجز الألف متر. هذا الموقع الفريد منحها اسم "جبل العرب"، وهو ما يعكس ارتباطها الوثيق بتاريخ وثقافة المنطقة.

تشترك حدود مدينة السويداء مع العديد من الأقسام الإدارية الأخرى داخل سوريا وخارجها. غرباً تحدها محافظة درعا، شرقاً بادية الشام الصحراوية الواسعة، شمالاً ريف دمشق المزدحم نسبياً، وجنوباً تتصل مباشرة بالمملكة الأردنية الهاشمية عبر الحدود الدولية. تغطي ممساحة واسعة بلغت نحو خمسة آلاف وأربعمائة كيلومتر مربع، والتي تمثل نسبة ثلاث بالمائة فقط من المساحة الكلية لجمهورية سوريا.

إن الاقتصاد المحلي لعاصمة جبل العرب يدور بشكل أساسي حول القطاع الزراعي الغني، والذي يشهد تنوعاً مذهلاً بين محاصيل الحبوب المتنوعة وكروم العنب المنتشرة بكثرة في حقول المدينة الجميلة. تعد محافظة السويداء أحد روافد البلاد الرئيسية لإنتاج النبيذ والعنب، حيث تساهم بنسبة تفوق الاثنا عشر بالمئة من الانتاج الوطني السنوي للعنب. بالإضافة لذلك فإن هديتهم الطبيعية جعلت منها موطن صالح لرعي المواشي وللسلالات البرية مثل الماعز خاصة نظراً لتكوين تضاريس جبلاتها الهادرة.

اعتبارًاِ من آخر تعداد سكاني رسمي أجري سنة ٢٠١۱ ميلادية, يتجاوز مجموع الأشخاص الذين يقيمون بالسودايا علامة السبعة ملايين ساكنٍ ويتركزون بصورة أساسية بالقرب من السفوح الغربية لحوالي قمم "جبل الدرة" بينما تعتبر مناطق القصبة الداخلية القريبة من صحراء الشماء الموطن التقليدي للعرب الرحل منذ القدم فيما يتعلق بتوزيع التركيبة الاجتماعية الدينية فالغلابية هنا للدروز يليهم المشيخيون المسيحية ثم السنة المسلمين . وتشتهر تلك البلدية أيضًا بثرائها الثقافي والحضاري نظرًا لكثرة الآثار القديمة الموجودة لديها كمتحف يحكي تاريخ المكان ويتزين باكتشافاته المتنوعة بدءًا بالحفريات المكتشفة لأقدم معبد نبتي قديم مرورًا برفات كنيسة الحق العام الأول المغطاة بفخار زجاجي الترصيع بالأزهار الرسوم الضوئية ذات الطابع الروماني واضح عليها لمسات الفنان القدامى..الخ كل ذلك يجعل منتزة السوداء مكان يستحق الزيارة سواء للاستجمام والاستمتاع بالأجواء الريفية وسط الأخضر الناضر أم لاستكشاف العصور الغابرة ورؤية البقايا الباقية لها حتى الآن ليبقى لنا جزء مهم جدًا من ذاكرة الشعب السورى الغني بالتراث الإنساني العالمي العريق!


أروى البرغوثي

4 Blog postovi

Komentari