تعتبر محافظة عفيف أحد المحافظات المهمة في المملكة العربية السعودية، وتنتمي إداريًا لمنطقة الرياض. وتُعدّ موقعها الاستراتيجي نقطة جذب رئيسية، حيث تقع تحديدًا في وسط هضبة نجد، مما يعطيها أهمية منطقية ودينية كبيرة نظرًا لقربها التاريخي من طريق الحج بين مكة المكرمة والرياض.
تبلغ المسافة بين عفيف والعاصمة الرياض نحو خمسمائة كيلومتر تقريبًا، بينما تفصلها نفس المسافة التقريبية عن مكة المكرمة أيضًا. تشغل المحافظة مساحة واسعة تزيد عن الخامسة والعشرين ألف كيلومتر مربع، ويخدم مركزها الرئيسي عفيف مجموعة متنوعة من القرى المجاورة، يصل عددها إلى أكثر من مئة وسبعين قرية.
يتنوع المناخ في عفيف بسبب موقعها الجغرافي الفريد داخل هضبة نجد؛ فهو شبه قارٍ شديد الحرارة خلال أشهر الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات عالية يمكن أن تلامس الأربعينيات المئوية، وفي المقابل تكون الأيام باردة جدًا في فصل الشتاء قد تصل إلى التجمد. تدعم البيئة الطبيعية لمحافظة عفيف موارد قليلة نسبياً من مياه الأمطار بسبب كونها ضمن منطقة الدرع العربي الكبرى ذات التربة الرملية وأرضيتها الرسوبية. ومع ذلك، فإن الوادي الكبير "وادي الرمة" والمجرى الفرعي لواديهما الرئيسيين - وادي الجرير ووادي الشبرمي- يعملان كمورد مهم للمياه لسكان المحافظة والقرى المرتبطة بها.
على الجانب الاجتماعي والثقافي، تتميز حياة أهل عفيف بطابع بدوي غالب نتيجة اعتمادهم الأساسي على تربية الحيوانات ورعيها عبر المناطق الصحراوية المفتوحة حول المدينة. لكن ثمة تطورات ملحوظة تحققت مؤخرًا في مجالات مختلفة مثل التعليم والبنية التحتية والتجارة وزراعة محصول واحد وهو "الثمام". تُظهر الحديقة المترامية الأطراف للملك عبدالعزيز جزءاً من التقدم الحديث لعفيف كما توضح الآثار القديمة لبئر زبيدة الدليل الأبرز على عمق جذور هذه المنطقة العريقة.