- صاحب المنشور: رؤى بن زيد
ملخص النقاش:
في العصر الحديث، لم تعد القنوات التقليدية للإعلام هي المصدر الوحيد لتشكيل وجهات النظر السياسية. مع انتشار شبكات التواصل الاجتماعي كوسيلة اتصال واسعة الانتشار، شهد العالم تحولاً جذرياً في طريقة تفاعل الأفراد وتبادل المعلومات. هذا التحول له آثار عميقة على كيفية تشكيل الرأي العام والتعاطي مع الأحداث السياسية.
تتميز هذه المنصات الإلكترونية بسرعتها وقدرتها على الوصول إلى جماهير كبيرة بشكل فوري ومباشر. يمكن للمستخدمين الآن متابعة الأخبار وأفكار الشخصيات المؤثرة والمشاركة في نقاشات حية حول قضايا سياسية مختلفة. ولكن هل تعمل هذه الخصوصية لزيادة فهماً أفضل للقضايا أم أنها تساهم في نشر معلومات مضللة وتعزيز الانقسام؟
توفر الشبكات الاجتماعية مساحة للشباب خاصة للتعبير عن آرائهم بصوت أعلى مما كانوا عليه سابقاً. لكن الجانب السلبي لهذه الحرية هو سهولة انتشار الشائعات والإشاعات التي قد تؤثر بشكل كبير على الرأي العام. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما تعزز الخوارزميات المستخدمة بتلك المنصات احتمالية رؤية المحتوى الذي يتوافق مع اهتمامات الفرد أو معتقداته الحالية، وهو ما يُعرف "بالفقاعة الإعلامية". وهذا يؤدي إلى المزيد من التأكيد الذاتي والاستقطاب السياسي داخل المجتمع الواحد.
ومن ناحية أخرى، توفر الوسائل عبر الإنترنت فرصًا جديدة للنقاش المفتوح والتواصل بين مجموعات متنوعة، مما يعكس مدى التنوع الثقافي والفكري المتاح حالياً للأجيال الجديدة. ويُعتبر النشاط المدني عبر الإنترنيت - مثل الحملات الدعائية عبر مواقع التواصل الاجتماعى – أحد أهم الأدوات الحديثة لحركة الاحتجاج الجماعي والديمقراطية الشعبية.
لتقييم تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي، هناك حاجة لدراسات أكثر شمولاً لفهم كيف يشكل النظام البيئي الجديد للمعلومات تصورات المواطنين وتموقعه السياسى. وفي نهاية المطاف، يبقى دور الحكومات والأفراد مجتمعين مهم للغاية لمنع الاستخدام الضار لهذه الأدوات واتخاذ القرار المستند الى حقائق مثبتة وليس مجرد عواطف محرضة عبر الكترونيّا .