اسم "الرياض" له جذور عميقة ترتد إلى خصائص طبيعية فريدة جعلتها محور جذب منذ القدم. يُرجع المؤرخون والمختصون الأصول الجغرافية والتاريخية للأسماء إلى الآثار البيئية والاجتماعية لموقع المنطقة آنذاك. وفي حالة الرياض، فإن ارتباطها بالحدائق والبساتين هو ما منحها هذا العنوان البديع.
مدينة الرياض، العاصمة الفعلية للمملكة العربية السعودية، تحتضن موقعاً استراتيجياً عند ملتقى حوضَيْ وادي شَنَفَة ووادي البِقَع. هذا التقارب الجغرافي خلق بيئة غنية بالنباتات والأزهار المتفتحة طوال العام تقريبًا، مما أكسب المكان سمعته كأحد أكثر المواقع خضرة وحدّة جمالاً في منطقة نجد الصحراوية. وبالتالي، تم اختيار "الرياض"، المستمدة من الأصل العربي "الصَيْحان" الذي يحيل بدوره إلى المساحات الزهرية الواسعة والحقول المنتشرة حول منبع المياه، لتكون الشهادتين الدائمتين لهذه الطبيعة الرائعة.
على مر القرون، تطورت الرياض جغرافياً واقتصادياً واجتماعياً بشكل كبير. وقد لعب دورٌ هاماً في توحيد البلاد خلال القرن الماضي عندما أصبح مركز الحكومة المركزية للدولة الفتية. وهكذا اتخذت مكان مكانتها كمقر للحكم والنظام السياسي والثقافي والعسكري للسعوديات. ومع ذلك ظل اسمها ساكناً وثابتا رغم كل التحولات العمرانية والديموغرافية الهائلة التي شهدتها. فهو ليس فقط رمز الهوية المحلية إنما أيضاً علامة بارزة للتراث الغني ومتانة العلاقات الاجتماعية القديمة الجديدة مع الأرض نفسها وأهلها الذين عاشوا جنباً إلى جنب مع مساحاتها الخضراء لعصور مضت.
واليوم تعدّ الرياض موطن لما يقرب من ستة ملايين شخص، منهم نسبة كبيرة نسبياً للعاملين والمقيمين غير السعوديين يرغبون بتقديم مساهمتهم الخاصة في بناء مستقبل هذه العاصمة المتغيرة باستمرار وصنع مجده الخاص داخل مجتمع متعدد الثقافات والخلفيات المختلفة لكنه ينتمي جمعاء باسم واحد مقدس: الرياض - قلب النخبة مهد الحياة وحاضنة الوفاق الإنساني بكل صوره وأشكاله الجميلة والقاسية أيضا!