تقع مدينة الوليدية، إحدى مدن المملكة المغربية الجميلة، وسط منطقة سوس ماسة درعة، وتحديداً ضمن إقليم شيشاوة. تعتبر هذه المدينة الواقعة بالقرب من نهر أم الربيع نقطة جذب ثقافية ومعمارية مهمة. يعود تاريخ نشأة الوليدية إلى العهد الإسلامي المبكر، مما يجعلها واحدة من أقدم المدن المغربية. وقد لعب موقعها الاستراتيجي دوراً كبيراً في تشكيل تاريخها الغني.
تشتهر الوليدية بمبانيها التاريخية الفريدة التي تعكس تنوع الثقافات والتأثيرات المختلفة عبر الزمن. فمن بين معالمها البارزة مسجد الجامع الكبير الذي يعد أحد أبرز الأمثلة على فن العمارة الإسلامية التقليدية في المغرب. كما تضم المدينة العديد من القصور القديمة والمقابر الملكية التي تحكي قصص الأسر الحاكمة السابقة.
بالإضافة إلى تراثها الثقافي العريق، تتميز الوليدية أيضاً بتنوع بيئتها الطبيعية الخلّابة. فهي محاطة بجبال الأطلس المتوسط وسهوب واسعة ومروج زراعية خصبة. هذا المناظر الطبيعية المتنوعة جعل منها وجهة مفضلة للسائحين الذين يأتون لاستكشاف جمال الصحراء والجبال والأراضي الخصبة.
اقتصادياً، تعتمد الوليدية بشكل كبير على القطاع الزراعي والثروة الحيوانية. تعد زراعة الحبوب والخضروات والشاي أساسيات اقتصاد المنطقة المحلية، بينما توفر الثروة الحيوانية فرص عمل هامة لسكانها. بالإضافة لذلك، تساهم الصناعة اليدوية والحرف التقليدية مثل النسيج والسجاد في دعم الاقتصاد المحلي وخلق مصدر دخل للمواطنين.
تعكس الحياة الاجتماعية في الوليدية تماسك المجتمع المحلي وتعاضده. فالمدينة تحتفل سنوياً بعدد من المهرجانات الشعبية التي تجسد روح الاحتفالات الدينية والعادات والتقاليد المغربية الأصيلة. ومن أشهر هذه الاحتفالات عيد ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعيدي الفطر والأضحى المباركين.
وفي ختام حديثنا عن الوليدية، نجد أنها ليست مجرد موقع جغرافي عادي؛ بل هي ثروة وطنية تستحق الاحترام والاهتمام نظراً لماضيها المجيد وحاضرها المزدهر ومستقبلها الواعد كمركز حضاري وثقافي وإنساني متفرد داخل حدود الوطن العربي الشاسعة.