يعد قصر البارون واحداً من عجائب الهندسة المعمارية في العاصمة المصرية، القاهرة. يقع هذا القصر الكبير في منطقة مصر الجديدة، تحديداً في شارع العروبة، والذي صمم على يد المهندس المعماري البلجيكي الشهير ألكساندر مارسيل وزينه الفنان جورج لويس كلود. يعود تاريخ بناء القصر إلى القرن التاسع عشر، حيث بدأ المليونير البلجيكي إدوارد أمبان بتنفيذه بعد أن وقع في حب مصر أثناء رحلاته التجارية عبر البحر الأبيض المتوسط.
تم تصميم القصر مستوحىً من مجموعة متنوعة من التأثيرات الثقافية العالمية، بما في ذلك المعابد الكمبودية مثل معبد أنكو وات والمعابد الهندوسية في ولاية أوريسا الهندية. رغم حجمه الضخم الذي يغطي أكثر من 12,500 متر مربع، إلا أن داخله بسيط نسبياً بالنسبة لمساحته الشاملة، حيث يحتوي فقط على سبعة غرف موزعة على طابقين. لكن الغرف مصممة بشكل فريد لاستقبال أشعة الشمس بشكل مباشر وثابت خلال النهار، مما يضيف لمسة خاصة ومدهشة للقصر.
يتميز التصميم الخارجي للفيلا بمزيج معقد من النقوش الزهرية والحجر الجيري المغطاة بالعاج، بينما تعلوه منحوتات ذهبية رائعة لتماثيل الفيروز والفيلة المستوحاة من الفن الآسيوي القديم. أما أرضيته فهي مغطاة بالرخام والمرمر الطبيعي، وفي مركزها يوجد ساعه كبيرة تعتبر واحدة من أغرب الساعات الموجودة حول العالم؛ فهي تسجل ليس الوقت فقط بل الدقائق والساعات والأيام والشهور والسنوات وحركات القمر بدرجة حرارة الهواء.
بعد وفاة البارون أمبان، أصبح القصر محل نزاعات قانونية طويلة بين ورثته الذين أهملوه لعقود طويلة حتى قررت الحكومة المصرية تقديمه للحماية والإدارة تحت مظلة وزارة الدولة لشؤون الآثار والمتاحف المصرية بهدف تحويله لأحد المواقع التاريخية الهامة لتقديم تجربة ثقافية وآثرية مميزة للسائحين المحليين والدوليين لما يتمتع به من تفرد معماري وتاريخي عريق. حالياً يعد "قصر امبان"، كما يعرف أيضاً محليا، أحد أشهر المعالم السياحية الثقافية والأسطورية في القاهرة الحديثة والتي تشهد رواجاً متزايداً بين المسافرين الباحثين عن روح الماضي الغني بالممالك القديمة والثقافات الخالدة.