يشكل تعداد البشر أحد أكثر المؤشرات الاجتماعية أهمية التي تعكس حالة المجتمعات الوطنية والدولية. بحسب آخر إحصائيات الأمم المتحدة لعام 2022، يقدر العدد الإجمالي لسكان الأرض بما يقارب 8 مليار نسمة. هذا الرقم ليس مجرد رقم معزول؛ بل إنه يعبر عن تنوع ثقافي واجتماعي مذهل عبر مختلف القارات والمناطق الجغرافية المختلفة.
تعتبر الصين حالياً الدولة الأكثر كثافة سكانية بالعالم حيث بلغ عدد سكانها حوالي 1.445 مليار شخص وفقاً لتقديرات العام الماضي. تأتي الهند مباشرة بعد ذلك برقم كبير جداً يصل إلى نحو 1.397 مليار ساكن مما يجعلها ثاني أكثر الدول اكتظاظاً بالسكان عالمياً. بينما تحتل الولايات المتحدة المركز الثالث بنحو 336 مليون فرد.
ومع ذلك، فإن التركيز على الأرقام فقط قد يغفل حقيقة مهمة وهي عدم المساواة في توزيع هذه السكان بين البلدان المتقدمة وغير المتقدمة. ففي حين تضم بعض الدول نسبة كبيرة من السكان مثل الصين والهند، هناك دول أخرى ذات مساحة شاسعة ولكنها تحتوي على عدد قليل نسبياً من الناس كأستراليا وكندا وكازاخستان مثلاً. بالإضافة لذلك، فإن معدلات النمو السكاني ليست موحدة أيضاً - فبعض الدول تشهد معدلات نمو مرتفعة مقارنة بدول أخرى تمر بمراحل انخفاض طبيعية بسبب الشيخوخة السكانية والعوامل الاقتصادية والبيئية الأخرى.
وفيما يتعلق بالتوقعات المستقبلية، تتوقع الأمم المتحدة زيادة طفيفة نسبيًا في عدد السكان خلال العقود القادمة، مع توقف الزيادة الديموغرافية بشكل ملحوظ بحلول عام 2080 عندما سيبلغ عدد السكان ذروته عند حوالي 10.4 مليار نسمة تقريباً. ومع ذلك، تبقى الآثار الاقتصادية والاجتماعية لهذه الزيادة نقطة بحث ودراسة مستمرة لأصحاب القرار وصناع السياسات حول العالم. إن فهم و دراسة الاتجاهات السكانية ضروري لحسن إدارة الموارد وتخطيط الخدمات العامة وضمان الرفاه الاجتماعي على المدى الطويل.